حذرت عالمة في شؤون البيئة وعلوم المناخ من أن ملايين من البشر سيبرحون منازلهم -خصوصا في المناطق الساحلية- بسبب ذوبان الجليد الذي يؤدي بدوره إلى ارتفاع منسوب البحار.
وقالت الأستاذة بجامعة "كولورادو بولدر" تويلا مون في مقال بمجلة "ساينس" العلمية الرائدة إن "الأرض تفقد غطاءها الجليدي، وإن الأدلة على ذلك دامغة".
وبحسب المقال، فإن الكتل والأنهار الجليدية في جميع أرجاء العالم تتلاشى، الأمر الذي يستوجب أن يكون مثار قلق دولي.
ومن بين العديد من التأثيرات فإن الملايين من الناس سيجبرون على ترك منازلهم بسبب ارتفاع مناسيب البحار، كما أن المصادر الحيوية للمياه ستجف، والحيوانات البرية ستفقد مصادر غذائها ومأواها.
وذكرت هيئة المساحة الجيولوجية الأميركية أن الحديقة الوطنية الجليدية في ولاية مونتانا على الحدود مع كندا فقدت أكثر من 120 نهرا جليديا في القرن الماضي.
وأوضحت الدكتورة تويلا مون أن ذلك مرده إلى نمط يتكرر في جميع أنحاء العالم من شبه جزيرة أنتاركتيكا القطبية الجنوبية إلى إقليم بتاغونيا في أقصى الركن الجنوبي لقارة أميركا الجنوبية، وجبال الهيمالايا، وجزيرة غرينلاند وحتى القطب الشمالي.
وكتبت مون تقول إن "الأدلة دامغة على أن الأرض تفقد جليدها، وإن معظم ذلك الجليد يتعذر تعويضه، والنتيجة هي تغير مناخي من صنع الإنسان".
وأضافت أنه "ما لم يتم اتخاذ إجراء ملموس للرد على تغير المناخ والتخفيف من ارتفاع درجات الحرارة عالميا فإننا سنظل نشهد ابتلاع مياه البحر لشوارع مدينة ميامي الأميركية، كما أننا نتوقع أن يستمر هذا النمط (من التحولات المناخية) لعقود وقرون وألوف من السنوات".
وناشدت مون العلماء أن يضعوا هذه الحقيقة نصب أعينهم، وأن يعملوا على التأكد من اتخاذ إجراء يحد من الآثار المترتبة على تلك التغيرات عالميا.
ومضت عالمة البيئة والمناخ إلى القول إن ذوبان جليد الأرض مدعاة "لقلق دولي"، ذلك أن ارتفاع مستويات البحار نذير بأن ملايين البشر سيضطرون لمغادرة بيوتهم.
غير أن مشاكل فقدان الأنهار والكتل الجليدية لا تقف عند حد ارتفاع مناسيب البحر، بل إنها مصادر حيوية للمياه، كما أنها جزء لا يتجزأ من نظم توزيع الهواء وجريان المياه، ومصدر لتوفير الغذاء والمأوى للنباتات والحيوانات والمناظر الطبيعية الفريدة.