بحث وزراء مالية الدول السبع الكبرى -في اجتماعهم اليوم السبت- مسألة الأمن الإلكتروني، بعد يوم من هجمات إلكترونية وصفها مكتب الشرطة الأوروبي (يوروبول) بأنها "بمستوى غير مسبوق".
وأفادت مسودة بيان اجتماع وزراء مالية مجموعة السبع المنعقد في باري جنوب إيطاليا، بتعهد الموقعين على توحيد الجهود في سبيل مكافحة تفاقم خطر الهجمات الإلكترونية الدولية.
ودعت المسودة إلى ممارسات مشتركة لرصد أي نقاط ضعف في النظام المالي العالمي سريعا، وأكدت على أهمية اتخاذ الشركات المالية والقطاعات في الدول إجراءات فعالة لتقييم وضع الأمن الإلكتروني.
وقال وزير المالية الإيطالي بيير كارلو بادوان للصحفيين إن المناقشات التي كانت مقررة قبل هجمات أمس الجمعة جاءت "في الوقت المناسب مع الأسف".
من جانبه أكد مكتب يوروبول أن الهجمات التي استهدفت أمس عشرات الآلاف من الحواسيب في نحو مئة دولة، كانت "بمستوى غير مسبوق وستتطلب تحقيقا دوليا معقدا لمعرفة المذنبين".
وأشار إلى أن المركز الأوروبي لمكافحة جرائم المعلوماتية "يتعاون مع وحدات الإجرام الإلكتروني في الدول المتضررة والشركاء الصناعيين الكبار، لتخفيف التهديد ومساعدة الضحايا".
وتوالت الشكاوى خلال الساعات الماضية من دول مختلفة وشركات ومؤسسات كبرى من هجمات إلكترونية شنها قراصنة مجهولون، مما تسبب في تعطل العديد من الخدمات.
وقال باحثون يعملون لدى شركة "أفاست" لبرامج الأمن الإلكتروني، إنهم رصدوا 57 ألف إصابة في 99 دولة، وكانت روسيا وأوكرانيا وتايوان الأكثر تضررا.
وأكثر الهجمات تأثيرا كانت في بريطانيا، حيث اضطرت مستشفيات وعيادات لصرف المرضى بعد أن فقدت القدرة على الدخول إلى حواسيبها.
وبحسب محللي مؤسسة "فورس بوينت سيكيوريتي لابس"، فإن الهجوم تمثل في "حملة كبيرة من الرسائل الإلكترونية المؤذية".
واستخدم في عملية القرصنة الإلكترونية فيروس "وانا ديكربتر"، بحسب خدمة الصحة العامة البريطانية. ويتولى هذا الفيروس تشفير محتويات الحاسوب الذي يهاجمه بغرض مطالبة صاحبه بفدية في مقابل تمكينه من مفتاح إزالة التشفير.
من ناحيتها، قالت مؤسسة كاسبرسكي الروسية لأمن المعلومات إن فايروس "وانا كراي" (WannaCry) -أي "أريد البكاء"- قام أمس بأكثر من 45 ألف محاولة قرصنة في أكثر من سبعين دولة حول العالم.
وحذرت السلطات الأميركية الجمعة من موجة هجمات إلكترونية متزامنة في "العديد من دول العالم" بواسطة برنامج معلوماتي خبيث بهدف الحصول على فدى مالية، مناشدة ضحايا هذه الهجمات عدم دفع أموال للقراصنة.
وأثارت هذه الموجة من الهجمات الإلكترونية قلق خبراء أمن المعلوماتية الذين لفتوا إلى أن القراصنة ربما استفادوا من ثغرة أمنية في أنظمة ويندوز، كشفت النقاب عنها وثائق سرية خاصة بوكالة الأمن القومي الأميركية تمت قرصنتها.