وعدت واشنطن بالرد على ما يعتقد أنه أكبر وأخطر هجوم إلكتروني يستهدف الولايات المتحدة، في حين واجه الرئيس الأميركي اتهاما بالخيانة بعد تبرئته روسيا من الاختراق الضخم الذي أكد مسؤولون أميركيون أن احتواء تداعياته قد يستغرق سنوات.
فقد نقلت وكالة رويترز مساء أمس السبت عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون أوليوت أن بلاده سترد بشكل مناسب على من يقف وراء الهجوم الإلكتروني.
وأضاف أوليوت أن المجلس يركز على التحقيق في الظروف المحيطة بالهجوم السيبراني، والعمل مع الوكالات الأخرى لاحتواء الموقف.
ويأتي هذا التعليق بعد ساعات من نشر الرئيس دونالد ترامب تغريدتين على تويتر خالف فيهما وزير خارجيته مايك بومبيو الذي وجه اتهاما مباشرا لروسيا بالضلوع في عمليات القرصنة الإلكترونية واسعة النطاق التي استهدفت وكالات حكومية أميركية، من بينها إدارة الأمن النووي، ووزارات الخارجية والدفاع والخزانة والطاقة، وشركات خاصة مرتبطة بالحكومة الفدرالية.
وبينما وصف مسؤولون أميركيون الهجوم الإلكتروني بالخطير، وبأنه ربما يكون الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة، هوّن ترامب من شأنه، قائلا إن قضية القرصنة الإلكترونية ليست ضخمة كما تدعي ما وصفها بوسائل الإعلام المزيف.
وقال الرئيس المنتهية ولايته إن الاتهام يوجه دائما لروسيا لأن وسائل الإعلام، ولأسباب مالية، تخشى الإشارة إلى الصين التي يمكن أن تكون هي المسؤولة عن ذلك، على حد تعبيره.
كما قال إنه على اطلاع كامل على القضية، وإن كل شيء تحت السيطرة.
وكان بومبيو قال في سياق اتهامه موسكو بالوقوف وراء القرصنة إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشكل تهديدا لمحبي الحرية، وأضاف أن العمل جار لتقييم ما جرى، مشددا على أن بعض المعلومات ستبقى سرية.
وفي موقف يؤيد ما ذهب إليه العديد من الساسة وخبراء الاستخبارات في الولايات المتحدة، قال السيناتور الجمهوري ماركو روبيو إنه يتضح بشكل متزايد أن المخابرات الروسية هي من نفذت أخطر اختراق الكتروني في تاريخ الولايات المتحدة.
وأضاف في تغريدة على تويتر أن رد بلاده على الاختراق يجب أن يكون مناسبا وضخما.
اتهام بالخيانة
وأثار نفي ترامب التهمة عن روسيا سخط عدد من خصومه في الكونغرس الذين كانوا اتهموه من قبل بالتواطؤ مع موسكو لمساعدته في كسب انتخابات الرئاسة عام 2016، وكان ذلك الاتهام في قلب التحقيق الذي قاده لاحقا المحقق الخاص روبرت مولر، وأفضي إلى عدم إدانة الرئيس الحالي.
وفي سياق ردود الفعل على موقف الرئيس المنتهية ولايته، وصف رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، الديمقراطي آدم شيف، تغريدة ترامب بشأن عملية القرصنة بأنها "خيانة أخرى فاضحة" من الرئيس للأمن القومي الأميركي.
وقال شيف إن تغريدة ترامب تبدو وكأنها كتبت في مقر الكرملين (الرئاسة الروسية)، مضيفا أنها "استعراض دنيء آخر تجاه (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين"، وسبب آخر لعدم مغادرة ترامب منصبه بالسرعة اللازمة.
من جهته، قال النائب الديمقراطي جيسون كرو إن الوقت حان للحديث بجدية، وإن خصما خطيرا للولايات المتحدة وصل الآن لأنظمة الدفاع والاستخبارات وحفظ الأمن والمؤسسات المالية الأميركية.
وأشار كرو، وهو عضو لجنتي الاستخبارات والخدمات المسلحة في مجلس النواب، إلى أن ترامب يقلل من شأن هذا الهجوم الذي يعد الأكبر في التاريخ الأميركي، ويبعد اللوم عن روسيا، مهددا بإصدار فيتو بحق موازنة وزارة الدفاع وطرد مسؤولي الدفاع والأمن السيبراني.
في غضون ذلك، قالت وكالة أسوشييتد برس إن تغريدات الرئيس الأميركي التي قللت من حدة الاختراق الإلكتروني للحكومة الأميركية، ووجهت أصابع الاتهام إلى الصين، فاجأت المسؤولين الأميركيين.
وأضافت الوكالة أن البيت الأبيض كان يعد بيانا يربط روسيا بعملية القرصنة الإلكترونية، ولكن جاء بلاغ للمسؤولين بوقف ذلك.
وكان الرئيس المنتخب جو بايدن قد توعد الروس، أفرادا وكيانات، الذين يقفون وراء الهجوم الإلكتروني الواسع، مؤكدا أن الأمن السيبراني سيكون من بين أولويات إدارته التي يفترض أن تتسلم السلطة في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.