أكد رجب حميدة، الأمين العام لحزب "مصر العروبة"، الذي يرأسه عنان، السبت، أن الفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة سابقا، سيترشح بنسبة كبيرة للانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها عام 2018.
وأكد حميدة لصحيفة "المصريون" أن حظوظ الفريق عنان ازدادت مع تراجع شعبية السيسي والوضع الاقتصادي السيئ، محذرا من تدخل بعض المؤسسات والجهات الموجودة في الدولة (أمنية وإعلامية) لتشويه أي منافس أو تخويفه لمصلحة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.
إعلان نية عنان الترشح أثار العديد من التكهنات حول بداية معركة كسر عظام بين المرشحين العسكريين (عبدالفتاح السيسي، والفريق أحمد شفيق، والفريق عنان)، فيما رأى آخرون أن ثلاثتهم يخدمون مؤسسة واحدة (الجيش) وأن ترشحهم يقطع الطريق على أي مرشح مدني.
تسريب عنان
وكان الإعلامي أحمد موسى، المؤيد للسيسي، عرض في 7 تشرين الثاني/ يناير الماضي اتصالا هاتفيا مسربا بين الفريق عنان والدكتور محمد البرادعي إبان ثورة يناير 2011، وهو ما اعتبره محللون حينها إساءة من أذرع السيسي المخابراتية والإعلامية؛ قصد بها الحد من شعبية الفريق سامي عنان، رئيس أركان الجيش المصري سابقا، في الجيش والشارع السياسي المصري.
وكان السيسي أعلن عن نيته الترشح للرئاسة الشهر الماضي، فيما سبقه في ذلك الإعلان الفريق أحمد شفيق، الموجود في الإمارات حاليا.
كما يتزامن إعلان حميدة عن ترشح عنان مع إعلان مبادرة الفريق الرئاسي المصري، التي نادى بها عالم الفضاء، عصام حجي (مرشح مدني)، عن أن هناك اتجاها قويا وواسعا داخل المبادرة لمقاطعة الانتخابات الرئاسية.
اتصالات عنان الثلاثة
وأكد الكاتب الصحفي محمد الباز، في اتصال هاتفي مع الإعلامي أحمد موسى بقناة "صدى البلد"، مساء الخميس، أن الفريق عنان قام مؤخرا بعدة اتصالات تؤكد عزمه الترشح لانتخابات الرئاسة.
وذكر الباز، المؤيد بشدة للسيسي، أن الفريق عنان قام بثلاثة اتصالات هامة؛ بهدف التنسيق مع بعض القوى، وقال إن الاتصال الأول تم مع الفريق شفيق للتنسيق فيما بينهما، وأن الثاني كان لقاء عقده عنان مع أعضاء في الجمعية الوطنية للتغيير؛ للحصول على دعمهم، أما الثالث، والذي اعتبره الباز أخطر الاتصالات، فقد تم بين عنان وأحد الكتاب -لم يذكر اسمه- بهدف التواصل مع شباب الثورة لطلب دعمهم، مضيفا أن عنان وافق على مطالبهم بفتح بعض الملفات خلال فترة حكم المجلس العسكري إبان الثورة.
وكانت أنباء ترددت عن تواصل عنان مع بعض المعارضين المقيمين في الخارج، فيما كتب عضو جبهة الضمير عمرو عبد الهادى، في آذار/ مارس الماضي، عبر صفحته بـ"فيسبوك"، أن " أيمن نور أضاف سامى عنان بجروب ميثاق الشرف الوطني لاستعادة ثورة يناير، أطلقه عدد من الشخصيات المعارضة"، فيما نفى نور أي اتصال له بالفريق.
قطع الطريق على المدنيين
واعتبر مساعد وزير الخارجية الأسبق، الدكتور عبدالله الأشعل، أنه لا توجد معركة كسر عظام بين المرشحين العسكريين (السيسي وشفيق وعنان)، وأكد أن ترشح الفريق عنان للرئاسة، ومن قبله الفريق شفيق والسيسي، هو لقطع الطريق على أي مرشح مدني، وأنهم جميعا يخدمون مؤسسة واحدة.
وقال السفير الأشعل، لـ"عربي21"، "إن ترشح ثلاثتهم يأتي لقطع الطريق علي أي مرشح مدني"، مضيفا: "ومع ذلك، يجب أن نقبل التحدي، وعلى السيسي أن يقدم ضمانات كافية للمرشح المدني تؤكد نزاهة الانتخابات".
وحول فرص المرشح المدني في ظل ما تعانيه البلاد من تضييق على الحقوق والحريات وفرض الطرق الأمنية في التعامل مع المعارضين والبطش بهم، أكد الأشعل -المرشح الرئاسي السابق في 2010 ضد مبارك- "أن المرشحين العسكريين سوف يهزمون جميعا؛ لأن عصر السيسي كان كافيا لإقناع المصريين بفشل الحكم العسكري في دولة عريقة كمصر، وفي هذا الزمن".
وحول احتمالات دعم المؤسسة العسكرية لأحد الفريقين عنان أو شفيق؛ للتخلص من إرث السيسي الثقيل، قال الأشعل إنه من الأفضل للمؤسسة العسكرية ولمصر أن يُحظر ترشح العسكريين، وأن يكون الجيش محايدا، محذرا من أن الجيش قد ينقسم في صراع السلطة هذا.
جس نبض
واعتبر أستاذ الهندسة بجامعة قناة السويس، خالد رفعت، أن إعلان رجب هلال حميدة عن ترشح عنان للرئاسة غير كاف للتأكيد على خوض الفريق الانتخابات ضد السيسي والفريق شفيق أيضا، وقال لـ"عربي21": "قبل الخوض في أي احتمالات، لازم نسمع عنان بنفسه وهو يعلن قراره بالترشح".
وبسؤاله حول أن حميدة أعلن عن ترشح عنان دون الرجوع إلى الفريق، قال رفعت: "قد يكون تصريح حميدة لجس النبض"، في إشارة لجس نبض السيسي والقوى السياسية والثورية بالشارع المصري، وكذلك جس نبض الأجنحة المختلفة داخل الجهات السيادية والمؤسسة العسكرية.
المصدر: عربي21