قائمة الموقع

"التشنجات الحرارية عند الأطفال".. الأسباب وطرق العلاج

2017-05-16T11:48:03+03:00
صورة تعبيرية
د. بسام أبو ناصر/ أمراض باطنية وصدرية- طبيب أُسرة

اليوم سيكون حديثي  إليكم عن عرض أكثر منه  مرض – وان كانت بعض المدارس الطبية تعتبره مرضا بحد ذاته.. –

فهو  عرض يُرعب الأٌمهات والآباء وحتى  نحن الأطباء  إذا لم يتم السيطرة عليه في الوقت  المناسب وبالطريقة المناسبة  ؟؟

حديثي  اليوم عن التشنجات الحرارية....

 وهي من  أكثر أنواع التشنجات المعروفة  بين الأطفال الصغار وخصوصا دون سن الخامسة  , (وحديثي عن التشنجات الحرارية  ليس له أي علاقة بالصرع والذي لا علاقة له بارتفاع الحرارة  حتى لا تختلط عليكم الأمور).

و يعرف المرض –العرض-  بشكل عام  بأنه:

"حدوث تشنجات عضلية عند الأطفال الصغار وهم من الفئة السليمة تماما من الناحية العصبية؛ ولكن التشنجات تحدث نتيجة ارتفاع درجة حرارة الطفل (37.9 فأكثر) الناتجة عن التهابات العضوية ولكنها خارج الجهاز العصبي".

وفي آخر إحصائية فهذه التشنجات الحرارية تحدث 3.4 -6 % بين الأطفال من عمر 6 شهور إلى 5 سنوات، وتشخيصها الطبي وتفريقها عن غيرها من التشنجات سهل جدا ويعتمد على التالي:

أولاً: وجود سبب لارتفاع الحرارة مثل التهاب الجهاز التنفسي أو التهاب الأذن الوسطى وغيره.

ثانياً: ارتفاع واضح في حرارة الجسم (37.9 فأكثر)، (وقد تحدت في درجات حرارة أقل بقليل).

ثالثاً: نلاحظ وجود تشنجات انقباضية وانبساطية عامة في الجسم. (مدة التشنجات لا تزيد عن 10 دقائق وغير مصحوبة بأعراض عصبي)

رابعاً: التشنجات الحرارية لا تتكرر خلال 24 ساعة.

ولكن يجب أن يتم ملاحظة وفحص الطفل فحصاً دقيقاً للتأكد من التشخيص مع مراعاة سؤال الأهل عن تفاصيل أي أمراض يعاني أو عانى منها الطفل من قبل.

ويجب أن نعلم جيدا أن عمر الطفل يلعب دورا هاما في إمكانية تكرار حدوث، بل وخطورة هذه التشنجات الحرارية، فكلما صغر سن الطفل زادت نسبة حدوث وتكرار هذه التشنجات وخطورتها.

 من الهواجس التي تصيب الأهل دائماً، هل ستصبح التشنجات الحرارية مصاحبة لطفلي في جميع مراحل حياته القادمة؟.

الإجابة وباختصار أقول إنه لا داعي للقلق، فالطفل لا يتعرض لهذه التشنجات مدى الحياة كما أن ينمو نمواً طبيعياً من الناحية البدنية والعقلية بعد تخطي عمر الخمس سنوات على الأغلب (98% من الحالات). ورغم ذلك يجب الانتباه وعلاج أي أمراض قد تسبب ارتفاع درجة حرارة الطفل، لان الأطفال بشكل عام يُعتبر عندهم حاجز احتمال معدلات ارتفاع درجة حرارة الجسم لديهم ضعيف وقليل التكيف.

والآن يأتي السؤال المهم، ما الذي يجب أن تُتقنها الأم والأهل فعله عند حدوث التشنجات؟

أولاً: أثناء حدوث التشنجات يجب الهدوء وضمانة الطفل.

ثانياً: من أسرع الطرق لتبريد الطفل مسح جسمه بالكحول مع الحذر من مسح العيون.

ثالثا: وضع كمادات مياه باردة على رأس ورجلي ويدي الطفل، وإذا لم تنخفض الحرارة خلال 5-10 دقائق من المفضل وضع الطفل كليا في حوض صغير من الماء العادي (وعدم الالتفات للأخطاء الشائعة بعدم وضع الماء على صدر الطفل).

رابعاً: خلال المرحلة الأولى من التعامل مع الطفل لخفض حرارته بالماء لا نعطي الطفل أدوية خافضة للحرارة، بل نبدأ ذلك بعد التبريد المبدئي بالماء وبعدها بـ 10 دقائق نعطي الأدوية الخافضة للحرارة.

خامساً: إذا استمر ارتفاع درجة حرارة جسم الطفل أو لم يتم تخفيضها يجب التوجه لأقرب مركز صحي أو مستشفى وعرضه على الطبيب وعدم الاعتماد على تكرار محاولات التخفيض المنزلية لفترة أكثر من ساعة.

حيث يتم تشخيص الحالة من الطبيب ووصف العلاج الموجه لسبب ارتفاع الحرارة وللحرارة نفسا أيضا.

وغالبا ما يتم السيطرة على ارتفاع الحرارة وصف العلاج المناسب، وإعادة الطفل لبيته في نفس اليوم، إلا انه توجد بعض الحالات التي تكون بحاجة لدخول المستشفى ليوم أو عدة أيام لعلاج السبب الأساسي لارتفاع الحرارة ومن تم يرسل الطفل إلى البيت للمتابعة المنزلية.

عزيزتي الأم ملاحظتك واهتمامك بطفلك ومعرفتك بالإجراءات والإسعافات الأولية هي سبيل صحته وسلامته وراحتك، ودمتم بصحة وعافية.



18197948_10155402813362722_375745605_n

اخبار ذات صلة