أدانت الأمم المتحدة "الهجوم غير المبرر" على قاعدة براك الشاطئ الجوية (جنوب ليبيا) التي تسيطر عليها القوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر، وعبرت عن غضبها إزاء التقارير التي تفيد باحتمال وقوع إعدامات خلال الهجوم الذي تباينت التقديرات بشأن عدد قتلاه.
وقال فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن ممثل الأمم المتحدة في ليبيا مارتن كوبلر "أدان بشدة الهجوم غير المبرر" على قاعدة براك الشاطئ الجوية الذي حدث الخميس الماضي.
وعبر كوبلر عن غضبه "إزاء التقارير التي تفيد بوقوع أعداد كبيرة من القتلى، بمن فيهم المدنيون، والتقارير التي تفيد باحتمال وقوع إعدامات بإجراءات موجزة".
وأضاف أن "عمليات الإعدام بإجراءات موجزة واستهداف المدنيين تشكل جريمة حرب يمكن ملاحقتها أمام المحكمة الجنائية الدولية".
وقال إن "هذا الهجوم الشرس يجب ألا يؤدى إلى مزيد من الصراع"، وأكد مجددا أنه لا يوجد حل عسكري لمشاكل ليبيا، ودعا جميع الأطراف إلى إدانة هذا الهجوم، وعدم السماح له بتقويض الجهود المكثفة لإيجاد حل سياسي سلمي.
من جهته، كتب السفير البريطاني لدى ليبيا بيتر مييت على حسابه بموقع تويتر أنه يشعر "بالاشمئزاز من هجوم براك الشاطئ والتقارير عن إعدامات جماعية"، ودعا لإحالة منفذيه إلى القضاء.
مواقف داخلية
وكانت عناصر من القوة الثالثة -المجموعة المسلحة التي تتمتع بنفوذ كبير في مدينة مصراتة والموالية لـحكومة الوفاق الوطني- شنت الخميس هجوما على قاعدة براك الشاطئ التي تسيطر عليها قوات حفتر.
ولم تتسن معرفة حصيلة القتلى من مصدر مستقل، لكن وسائل إعلام ليبية تحدثت عن مقتل أكثر من ستين شخصا، بينما أعلن المتحدث باسم القوات الموالية لحفتر أحمد المسماري أن الهجوم أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 141 شخصا، أغلبهم من العسكريين الموالين لحفتر، وتحدث عن سقوط عدد من القتلى ضحية إعدامات ميدانية.
وقررت حكومة الوفاق الوطني تشكيل لجنة للتحقيق برئاسة وزير العدل، كما قررت "تعليق مهام وزير الدفاع المهدي البرغثي، وقائد القوة الثالثة إلى حين التعرف على المسؤولين" عن الهجوم، وفقا لبيان صدر مساء أمس الجمعة.
وأصدرت حكومة الوفاق ووزارة الدفاع بيانا يدين الهجوم، وأكدتا عدم إصدار أوامر بهذا الاتجاه، بينما أدان رئيس مجلس النواب عقيلة صالح الهجوم، وأعلن الحداد ثلاثة أيام، وأصدر توجيهات للقوات المسلحة للرد على الهجوم وتطهير الجنوب من كل "المليشيات الخارجة عن القانون".
وتقع قاعدة براك الشاطئ على بعد 650 كيلومترا جنوب طرابلس، في منطقة صحراوية ومهمشة، حيث الدولة غائبة تقريبا منذ سقوط ليبيا في الفوضى بعد الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011.