قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد المصادقة على 17 ألف وحدة استيطانية..

إسرائيل تضرب بعرض الحائط ملفات التسوية

مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة (أرشيف)
مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة (أرشيف)

غزة-محمد شاهين

لم يعد خافياً أن الاحتلال بدأ في مرحلة افتراس جديدة بعد وصول الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة، ولم يعد يلتفت لردود الأفعال العربية والدولية لانتهاكاته المتكررة بحق القضية الفلسطينية، وخصوصاً على صعيد ملف الاستيطان.

مساء الثلاثاء الماضي شهد أحدث فصول هذه الانتهاكات، بعد أن وقعت وزارة المالية في حكومة الاحتلال مع بلدية اللد اتفاقاً يقضي ببناء 17,237 وحدة استيطانية جديدة في المدينة، بحضور السفير الأمريكي الجديد، الذي كان يرافقه رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو.

وبتبجح ملفت للنظر، تغزل نتنياهو بالسفير الأمريكي ديفيد فريدمان الذي تم تنصيبه الاثنين الماضي، وقال إن "مشاركته بمثل هذه التوقيعات يدلل على قوة الصداقة بين البلدين"، وأشار إلى ضرورة نقل السفارة الأمريكية للقدس بأقرب وقت ممكن.

ويُعرف عن فريدمان تأييده الواسع للاحتلال ودعمه للاستيطان، وسعيه لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، وكان قد أعلن نيته الإقامة في القدس، إلا أنه يقيم حتى اللحظة في هرتسيليا.

ومن الواضح أن الاحتلال استبق زيارة ترامب بالإعلان عن توقيع اتفاق الوحدات الاستيطانية الجديدة، ليواصل التنصل من عملية التسوية التي يلهث رئيس السلطة محمود عباس خلف الإدارة الأمريكية لاستئنافها.

ويرى جمال عمرو المختص في الشأن الإسرائيلي، أن الاحتلال لا يزال يتعالى على كل القوانين الدولية، ويضرب عرض الحائط بكل الاتفاقيات التي تسعى إلى تقليص سرعة آلات بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، متسلحا بالإدارة الأمريكية الجديدة التي تمده بالدعم المطلق.

ويشير عمرو "للرسالة" إلى أن الاحتلال لا يستغل فقط وجود الإدارة الأمريكية الجديدة ببناء المستوطنات وزيادة نسبة نفوذه على الأرض، بل يستغل أيضا فترة حكم الرئيس عباس لتمرير كل السياسات العنصرية بحق الفلسطينيين، "كون الأخير متساوق مع مخططاته، ولا يحرك ساكناً لمواجهتها."

ويستبعد عمرو الاتفاق على أي تسوية في المنظور القريب، أو حتى اتفاقية تلجم الاحتلال عن التوسعة الاستيطانية التي ستزيد من وتيرتها خلال الفترة القبلة.

من جانبه، يؤكد المحلل السياسي محسن أبو رمضان أن الاحتلال أراد من إعلان توقيع بناء وحدات استيطانية جديدة، إرسال رسالة إلى ترامب قبل زيارته إلى المنطقة مفادها أن الحكومة اليمينية المتطرفة ماضية قدماً في عملية الاستيطان، ولا تعير أي اهتمام لعملية التسوية.

وبيّن أبو رمضان "للرسالة" أن برامج مصادرة الأراضي وبناء وحدات استيطانية جديدة يتعمد الاحتلال رفع وتيرتها ليضع العراقيل أمام ترامب، الذي يسعى لتجديد عملية المفاوضات التي من أهم شروطها تجميد الاستيطان.

كما أن نتنياهو، وفق أبو رمضان، يريد أن يطمئن شعبه أن الاستيطان مستمر، وأنه لن تكون هناك أي عمليات تفاوضية على أساس وقف التمدد على الأراضي الفلسطينية.

ويحذر المحلل السياسي من استمرار توجه عباس إلى "سراب المفاوضات والصفقات التاريخية"، التي يوهمه بها الاحتلال والإدارة الأمريكية من أجل الاستمرار بتنفيذ مخططاتهما الخطيرة، مشيراً إلى أن الحل الوحيد والأمثل للخروج من هذه الأزمة هو توجه أبو مازن نحو الوحدة الوطنية، وإعلان أن (إسرائيل) لا تريد أي عملية تسوية أو سلام في المنطقة.

وعن نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس، اعتبر أبو رمضان أنها الخطوة الأخيرة في "عملية التسوية الميتة، التي ستنتقل بعدها إلى مرحلة التصفية للقضية الفلسطينية، ولكل ما سعت إليه السلطة منذ تأسيسها."

ومن المقرر أن يقوم الرئيس ترامب بزيارة لدولة الاحتلال يومي 22 و23 مايو/ أيار الجاري، في الوقت الذي يتطلع فيه الفلسطينيون بحذر وقلق كبيرين إزاء تسوية يمكن أن يتم التوصل لها على حساب الثوابت الوطنية.

البث المباشر