الرسالة نت – أحمد الشياح
لازال الفلسطينيون يحتفظون بكل ما يذكرهم بتاريخ الأجداد التراثي حتى السيارات ذات الموديل القديم التي يعود تاريخها إلى الأعوام ما بين م 1930 إلى 1985م.
المواطن سامي حتحت 27عام يشارك في المعرض الذي أقامته وزارة النقل والمواصلات بالتعاون مع شركة التامين الفلسطينية وبلدية غزة في منطقة الكتيبة وسط غزة بسيارة جده الذي توفى قبل عشرة أعوام والتي تقدر تكلفتها بعشرة ألاف دولار في الوقت الحالي, حيث يرفض التفريط بها خوفا من ضياع حقه في العودة إلى الأرض التي هجر منها .
حكاية السيارة
وقال حتحت " إن جده احتفظ بالسيارة أثناء قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي والقوات الانجليزية في عام 1955بالبحث عن السيارات التي تعود ملكيتها للفلسطينيين ومصادرتها وتحويلها إلى مركبات عسكرية, حيث كان يستخدمها في نقل المواطنين كمصدر للرزق".
وأضاف أن جده قام بتفكيك السيارة إلى قطع صغيرة وألقى بها في احد المخازن خوفا من مصادرتها واحتفظ بها حتى عام 2000, حيث جاءت لحظة وفاته فأبلغهم بتاريخ وحكاية السيارة .
وتابع حتحت " تورثت السيارة عن جدي ولن أفرط بها فهي الذكرى الوحيدة التي بقيت منه بعد أن صادر الاحتلال أرضنا وهجرنا منها ولا يمكن أن أفرط في تراث من بلدي حيفا".
وقامت عائلة حتحت بإخراج السيارة وبحثت عن قطع لإصلاحها في القطاع لكنها لم تجدها فاضطرت لأن تستوردها من الأنفاق التي يستخدمها الغزيين لإدخال المواد الغذائية وقطع الغيار الخاصة بالكثير من الأجهزة والالكترونيات .
وشارك في المعرض الذي يستمر لعدة أيام عدد كبير من المواطنين الغزيين وكبار السن الذين عايشوا التاريخ الفلسطيني عبر مراحله في خطوة منهم لاستذكار ماضيهم الوطني الفلسطيني .
تاريخ الأجداد
بدوره أكد فوزي برهوم الناطق باسم حركة حماس أثناء جولة قام بها في المعرض أن هذا المعرض يأتي في سياق دور الحكومة للحفاظ على التراث الفلسطيني الذي يعود تاريخه إلى ماضي الأجداد وتذكيرا بتاريخ الآباء الذين احتفظوا بتلك السيارات وورثوها لأبنائهم.
وأوضح برهوم في تصريح " للرسالة نت " أن المعرض يوثق تاريخ وحضارة المقاومة ويسعى لتذكير العالم بان أهل غزة لا زالوا يمتلكون الإرادة ويتعالون على جراحهم من خلال اقامه المعارض التراثية والوطنية .
برهوم الذي صعد طائرة الرئيس الراحل ياسر عرفات وتجول فيها قال أن وحدة الشعب يجب أن تتم وان المعاناة واحدة ووجود طائرة عرفات بين السيارات المعروضة في المعرض تؤكد أن تاريخ الشعب الفلسطيني موحد في الماضي وسيتوحد في المستقبل .
ويحتوي المعرض على نحو 35 سيارة ، كما يحتوي على بعض الجيبات العسكرية التي استخدمت في عام 1948وبعض الدرجات النارية إضافة إلى طائرة الرئيس الراحل ياسر عرفات في غزة .
الوجود الفلسطيني
من جانيه أكد محمد العكشية احد المشرفين على المعرض من وزارة النقل والمواصلات أن المعرض يأتي في إطار توضيح مجموعة من المركبات الأثرية وتأكيدا على وجود الإنسان الفلسطيني على الأرض الفلسطينية ومواكبة التطورات على كافة الأصعدة بينها المركبات والنقل والموصلات .
وبين العكشية في حديثه " للرسالة نت" أن المعرض يحتوي على الكثير من أنواع السيارات التي صنعت في الدول الأوربية والعربية مثل بريطانيا والهند وألمانيا ، كما أنها استحدثت في قطاع غزة رغم ظروف الحصار المشدد من قبل الاحتلال الإسرائيلي ما يزيد عن أربع سنوات .
