تطل علينا أنديتنا الغزية يومًا بعد يوم بصفقاتٍ جديدةٍ في سوق الانتقالات، ضمن جهودها الكبيرة للاستعداد للموسم الكروي المقبل 2017-2018.
صفقات قُدّرت قيمتها بآلاف الدولارات، رغم أن كثيرًا من الأندية ادّعت إفلاسها في الموسم الأخير، وربطت إعطاء اللاعبين حقوقهم المالية مقابل حصولهم على منحة الرئيس محمود عباس.
يبدو أن الأندية لم تتعلم الدرس جيدًا من الموسم السابق، خاصة أن الانتقالات الجارية تشهد أرقامًا فلكية منذ بدايتها، في واقعة تثير الاستغراب داخل "الوسط الرياضي".
"16 ألف دولار".. مبلغ عرضه فريق للظفر بأحد اللاعبين "مؤخرًا" مقابل وجوده في النادي 8 شهور فقط، ولعل ما يدعو للدهشة من هذا الأمر أيضا، أن البعض بدأ يعتمد نظام "الجكر" في إجراء صفقاته مفتخرًا بوجود داعمين لناديه، ومتناسيًا في الوقت نفسه ما حدث للجميع قبل أشهر قليلة حينما تأخرت منحة الرئيس التي بلغت قيمتها 25 ألف دولار لكل فريق في الممتازة.
وقتها كاد الدوري يتوقف في مراحله الأخيرة، وهدد اللاعبون بالدخول في إضرابٍ جماعيٍ، لحين مجيء منحة الرئيس، لكن بعدما وصلت، حصلوا على "فتات" منها، والسبب أنها لا تساوي سوى جزءٍ يسيرٍ مما دفعته الأندية مقابل التعاقد مع اللاعبين، الذين يمكن إطلاق اسم "نجمٍ من ورقٍ" على الكثير منهم، في ظل عدم ظهور أغلبهم بمستوى يستحق فعلًا المبلغ الذي دفعه النادي مقابل الحصول على خدماته.
وبعد نهاية الموسم، ظن الجميع أن إدارات الأندية ستعقد اجتماعًا مشتركًا فيما بينها، لوضع قاعدة أساسية تتضمن تحديد أجور اللاعبين، بهدف تطبيقها في نظام التعاقدات، إلا أن ذلك كان "كلامًا في الهواء"، وبدأت الفرق "تطبخ" صفقاتها على نارٍ هادئةٍ، بل إن العديد منهم كان متفقًا مع لاعب أو اثنين خلال مباريات الموسم في الدوري والكأس، ما يعني أن الأمر دخل في حدود "اللا معقول".
"درعٌ خشبيٌ" هو الذي تتنافس عليه الأندية، وحتى المكافأة المالية التي يحصل عليها بطل الدوري، لا تكفي لسد جزءٍ مما دفعه الفريق الفائز طوال الموسم، لهذا يكون اللقب اسمًا لا أكثر، طالما لا يوجد لحامله أي تمثيلٍ خارجيٍ، خاصة بعدما فقدت فلسطين مقعدًا كاملًا في البطولات الآسيوية.
إذن لماذا نلعب كرة القدم في قطاع غزة؟، طالما أن الأندية تدفع آلاف الدولارات، ولا تحصل من منحة الرئيس إلا على "الفتات"، ولا يكون لحامل اللقب تمثيلٍ خارجيٍ!، معقول أنهم لم يتعلموا الدرس جيدًا حتى الآن!.
صدقًا ستبقى العلاقة بين "أندية الدولارات ومنحة الرئيس" عكسية، ترقبوا الموسم المقبل بالتأكيد سيكون أعظم، ونصيحتي للأندية "لا تتباكوا على اللبن المسكوب".