قائد الطوفان قائد الطوفان

حواء.. احذري جسمك قد يُنتج مضادات تقتل الحيوان المنوي!

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

د. بسام أبو ناصر أمراض باطنية وصدرية- طبيب أُسرة

عزيزتي حواء من المؤكد أنك سمعتي عن الكثير من الأسباب التي تسبب العقم عند المرأة أو عند الرجل، وأظنك أيضا سمعتي عن امرأة تطلقت من زوجها بعد سنين طويلة من العقم وأنها أنجبت فور زواجها من رجل آخر؛ وأنه حدث تماما نفس الشيء مع زوجها السابق.

فهل سألنا أنفسنا عن السبب الحقيقي والعلمي في ذلك؟

في مقالي اليوم لن أتطرق لأسباب العقم المعروفة للجميع، لكني سأتطرق لسبب يشكل أكثر من 2-3 % من النسبة العالمية للعقم، وفي إحصائية تقديرية فهو بنسبة 3-4 % في العالم العربي، إلا أنه وللأسف يغفله العديد من الأطباء الممارسين لعلاج العقم الأولي أو الثانوي.

إنه العقم الناتج عن إفراز عنق الرحم عند المرأة مضادات مُوجهة تعمل على إيقاف وقتل الحيوانات المنوية التي ينتجها زوجها فقط، وبذلك لا يصل أي حيوان منوي سوي وحي إلى البويضة ليتم الإخصاب وبذلك يحدث العقم.

في الطبيعي؛ يفرز عنق الرحم مخاطا بواسطة خلايا خاصة تسمى الخلايا المنتجة للمخاط، وعندما يقترب موعد الاباضة، يكون إفراز المبيض لهرمون الاستروجين -الهرمون الانثوي- في قمته، فترتفع كمية المخاط المحتوي على الماء، حيث تشكل نسبة الماء في المخاط في فترة الاباضة 98%، وهي تعمل على زيادة مرونة المخاط وتقل لزوجته، بالإضافة لذلك فمخاط عنق الرحم ينتج أملاحا معدنية مغذية في مرحلة اقتراب التبويض، وهذا دليل غير مباشر على زيادة نسبة الإستروجين.

وعليه فإن ازدياد المرونة، ووجود المواد المعدنية، ونقص في اللزوجة كل هذا يُحسن من بقاء الحيوانات المنوية حية ونشطة في فترة الاباضة في عنق الرحم لمدة تصل إلى 72 ساعة أو أكثر.

 أما بعد الاباضة فإن مستوى البروجسترون يرتفع وتقل نسبة الاستروجين حيث تفقد إفرازات عنق الرحم مرونتها وتزيد لزوجتها مما يقلل من حياة الحيوانات المنوية في عنق الرحم.

ولكن هنا بوجود هذه المضادات التي يفرزها عنق الرحم للحيوانات المنوية لزوج تحديدا، يحدث العكس تماما، حيث تزيد اللزوجة وتقل المرونة فيموت ويتحلل الحيوان المنوي خلال دقائق معدودة.

أسباب إنتاج هذه المضادات في عنق الرحم إلى الآن غير واضحة كليا ولكن تبين بعض الأسباب:

أولا : وجود التهابات مهبلية عند البنات قبل الزواج.

ثانيا : وجود التهابات وتقرحات في عنق الرحم وتم إجراء عملية استئصال لجزء من عنق الرحم.

ثالثا : استخدام موانع الحمل الموضعية مثل الكريمات والتحاميل واستخدام بخاخات هرمونية داخل المهبل لقتل الحيوانات المنوية.

رابعا : التوتر والضغوطات النفسية بين الزوجين والمحيط، ثبت انه يساعد على إفراز هذه المضادات.

التشخيص:

أولا : يتم فحص الحيوانات المنوية قبل إجراء الفحص المطلوب بيومين، وذلك للتأكد من سلامتها وعددها.

ثانيا : يتم متابعة عملية الاباضة باستخدام الالتراساوند.

ثالتا : يتم إجراء فحص ما بعد الجماع في فترة الاباضة وليس بعدها - وهو الفحص المطلوب- و يعطي نتائج دقيقةً وواضحةً، حيث يطلب من الزوجة عدم التشطيف بعد الجماع والحضور للطبيب المختص، بعد عملية الجماع بمدة لا تزيد عن 3-5 ساعات، ولا تقل عن الساعتين، حيث يتم ادخال speculum وهى أداة تساعد على فتح جدار المهبل وهى أما بلاستيكية أو معدنية ثم يتم سحب عيّنة المخاط العنقي وتجميعها، ثم سيتم سحب الأداة بهدوء، ثم توجه العينة المسحوبة للمختبر لإجراء الفحوصات المخبرية اللازمة.

العلاج:

لو تأكد مخبريا وجود مضادات تقتل الحيوانات المنوية فهناك ثلاثة حلول إلى الآن:

أولا : العلاج الدوائي مثل الأدوية التي تعطى بعد زرع الكلية والتي تمنع رفض الجسم للعضو ولكنها قد تسبّب ضعف المناعة، واحتباس السوائل في الجسم وغيرها من الأعراض.

ثانيا : المعالجة باستخدام طريقة الحقن مباشرة للحيوانات المنوية في الرحم او مباشرة الة عنق قناة فالوب وبذلك نتخطى مكان قتل الحيوانات المنوية في عنق الرحم، ونسبة نجاحها تصل إلى 12-15 %.

ثالثا : المعالجة بطفل الأنابيب او ما يعرف بالزراعة الخارجية، ثم إرجاع الأجنة المخصبة إلى رحم الأم، ونسبة نجاحها تصل عالميا إلى 40-45 %

أخير اسأل الله أن يُلهم دائما أطبائنا الصواب، وان يرزق الجميع الذرية الصالحة.

البث المباشر