قائمة الموقع

مقال: زمن الاستثناءات

2017-05-25T05:08:48+03:00
وسام عفيفة مدير عام صحيفة الرسالة بغزة
بقلم/ وسام عفيفة

في مكان استثنائي وفي ظروف استثنائية، تفرض علينا قيم العدالة المستمدة من الدين والحكم الرشيد، والحقوق الإنسانية، أن يجتهد أولي الأمر من أجل وقف سياسة الاستثناءات المتغلغلة في شرايين حياتنا كافة، حتى أصبح لكل استثناء قاعدة.

وفي ظل الحصار والمؤامرات والضغط والاخضاع والإذلال يبحث المستضعفون عن عدالة يأوون إليها، تعصمهم من غول الاستثناءات التي أضحت من أدوات النفوذ والسطوة والشطارة لمسئولين وصلوا إلى مناصب عليا في ظل أوضاع استثنائية، خدمتهم أحيانا الصدفة أو ينطبق عليهم المثل الشعبي: "ربّك بيكْسِر جَمَل علشان عَشْوة واوي".

في معركة الثبات في وجه الاحتلال وأعوانه وزبائنه تصبح شعارات الصبر والصمود مثل كلمات أغنية مكررة وباردة لا تلقى تفاعلًا أو رواجًا، إذا لم تساندها قيادة عادلة تضم تحت جناحيها الخصوم قبل الأعوان والمستقلين مثل الأتباع، مادام الجميع يتقاسمون الكهرباء المقطوعة، والمياه الملوثة، ويتعاطون البطالة، والفقر، ويتشاركون الأسلاك الشائكة، والمعابر المغلقة، ويواجهون تهديد الحرب والعدوان كلما نظروا إلى غربان السماء.

بكلمات أخرى، يمكن تستدعي القيادة من تراثنا المثل الشعبي: "يلي بدو يعمل جمّال بدو يعلي باب دارو".

في محنة الحصار لأكثر من عشر سنوات أثبتت التجارب الشعبية أنه يمكن للمواطن أن يصبر على النقص في احتياجاته الحيوية، ويحتمل ضيق الإغلاق، وأن يكابر تحت وطأة التهديد بالإفقار والتجويع، وهو يطمئن نفسه: "الموت مع الجماعة رحمة". لكنه إذا ما رصد استثناءً يتجاوزه في وظيفة او كوبونة أو علاج أو سفر أو سكن، عندها يجتر كل آلام الحصار، ويصاب بالقهر والإحباط، وينقم على الرفاق قبل الأعداء.

في هذا الزمن الاستثنائي بأحداثه وشقلباته ومفاجآته، نسترجع من كتب التاريخ والسيرة كلمات رسول ملك الفرس إلى عمر بن الخطاب: "عَدَلت فأمِنْت فنِمْت يا عمر"، لنكتشف أن سيف العدل أقوى من سيف القهر، وأن إنصاف مظلوم أبقى للحاكم من ألف سحيج.

ونحن على أبواب معركة جديدة لمواجهة أجنحة المكر لابد من حملة تطهير وتعقيم لجبهتنا الداخلية، ابحثوا عن مروجي الاستثناءات ... اضبطوهم قبل ان يتكاثروا.

اخبار ذات صلة