قائد الطوفان قائد الطوفان

​27 ساعة بإسرائيل و45 دقيقة ببيت لحم

​دون مبادرات.. ترمب خدّر عباس ووعد نتنياهو بالأمن

​غزة- لميس الهمص

تُظهر مشاهد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب (لإسرائيل) حجم التباين في المواقف التي يحملها الرجل تجاه السلطة والاحتلال، والتي كانت واضحة كالشمس في كل ايماءات وحتى المحطات التي تنقل بينها متناسيا دوره المفترض والمتمثل في تقديم حلول منصفة للطرفين.

فبينما حمل الرئيس الأمريكي للاحتلال التطمينات والوعود على مدى 27 ساعة قضاها متجولا في عدة محطات أثارت الجدل، اكتفى بالحديث في العوام خلال الـــ45 دقيقة منحها لرئيس السلطة محمود عباس في بيت لحم.

الرسالة رصدت أبرز المشاهد التي رافقت زيارة الرئيس الأمريكي والتي أظهرت تجيزا للاحتلال، وهي على النحو التالي:

- في مؤشر خطير حرص ترمب على زيارة حائط البراق كأول رئيس أمريكي، بينما تجنب الوصول لمدينة رام الله كي لا يمر بضريح الراحل ياسر عرفات.

- ارتدى ترمب القبعة اليهودية المسماة بــ" الكيباه" في مشهد يدل على التطرف، في المقابل طالب حراسه من فريق الكشافة المتواجد لاستقباله في بيت لحم بتغيير قمصانهم بسبب وجود علم فلسطين صغير على كل قميص إلا أنهم رفضوا ذلك.

- زار الرئيس الأمريكي القدس لمدة 27 ساعة، بينما منح رئيس السلطة 45 دقيقة فقط لم تكن كافية للحديث حول الكثير من الموضوعات الهامة والمصيرية.

- تملّق عباس ضيفه وأظهرت المشاهد حفاوة في الحديث واللقاء، لكن الأخير لم يتكلم سوى بعموميات عن السلام، فيما كان المشهد مختلفا في "إسرائيل".

- لم يتطرق ترامب إلى الدولة الفلسطينية، أو حتى إلى خيار حل الدولتين، ولم يشر إلى ما أعلنه مستشاره للأمن القومي عن حق تقرير المصير للفلسطينيين.

- تعهد ترامب بأن "الإدارة الأميركية لن تسمح لإيران بامتلاك قوة نووية، وأن تصريحات وتهديدات زعماء إيران وحماس وحزب الله بإبادة إسرائيل لن تتحقق تحت إدارة دونالد جي ترامب".

- التقى رئيس أمريكا بالرئيس الإسرائيلي روؤفين ريفلين في مقر إقامته، وطلب من ترامب المساعدة في استعادة جنوده المفقودين في غزة، فيما لم يتطرق لأكثر من 2000 أسير مضربين عن الطعام لليوم 40 على التوالي.

وفي السياق علق عاموس يدلين مدير مركز أبحاث الأمن الإسرائيلي على خطاب ترامب (بإسرائيل) قائلاً: "هذا ليس شخصا داعما لـ(إسرائيل) فقط وإنما صهيوني"، في إشارة لحجم التحيز والدعم الأمريكي للاحتلال.

في المقابل رأى محللون أن زيارة ترمب لبيت لحم لم تكن سوى اجراء بروتوكوليا، واصفين إياها بأنها "أكبر إبرة بنج تلقتها السلطة الفلسطينية"، حيث لم تستطع الحصول على أية وعود من الإدارة الأمريكية، ولا على صعيد المطالبة بوقف الاستيطان أو حتى إدانته.

الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عثمان عثمان اعتبر أن مواقف الرئيس الأمريكي واضحة قبل ان يصبح رئيسا وعلاقته ودعمه المطلق (لإسرائيل) كان سابقا ولم يتغير خاصة وان ابنته وزوجها يهوديان، مشيرا إلى أنه زار حائط البراق في المقابل رفض زيارة ضريح القائد ياسر عرفات.

وأوضح أن مقابلة ترمب مع رئيس السلطة كانت قصيرة جدا، ولم تحتوي على أي التزام تجاه السلطة بخصوص حل الدولتين، ولا أي مبادرة للحل، موضحا أن اللقاء ضم فقط عبارات عامة عن السلام.

ولفت إلى أن ترمب دعم الاحتلال بشكل واضح وقوي، وبين انه أكثر رئيس أمريكي التزم بدعم الاحتلال، مشيرا إلى ترمب لم يطلب خلال الزيارة لا وقف الاستيطان ولا حل الدولتين ولا إطلاق سراح الأسرى.

وذكر أنه بحاجة لتحقيق انجاز في الداخل لكثرة المشاكل التي يعانيها، فهو مرضي عنه خارجيا لذا لا يمكن ان يضغط على (إسرائيل) ويخلق مشاكل إضافية، مبينا أن السلطة عليها ألا تراهن على ترمب بل عليها أن تتوجه إلى شعبه.

وفي السياق اعتبر ترامب في خطابه أن "(إسرائيل) تمثل شهادة حية على روح الشعب اليهودي المنتصرة إلى الأبد، بعد المعاناة والملاحقات التي تعرض لها اليهود على مر التاريخ".

وكرر في خطابه، كما فعل في كافة التصريحات التي أطلقها منذ وصوله إلى تل أبيب، يوم الاثنين، أن "إدارته ستقف دائماً إلى جانب (إسرائيل)"، وسط إبراز عناصر من الأساطير الدينية اليهودية عبر إشارته المتكررة لهذه العناصر ومن ضمنها الهيكلان الأول والثاني وأسطورة مسادا.

ومن اللافت أن بيان البيت الأبيض لم يذكر الدولة الفلسطينية فيما سمى أبو مازن رئيس السلطة.

المختص في الشأن الإسرائيلي الدكتور جمال عمرو قال إن زيارة ترمب للسلطة باردة ومن باب رفع العتب لأنه يعلم أن السلطة ليس لديها ما تقدمه، موضحا أنه سيقول لمنتخبيه أنه زار كنيسة المهد ولم يزر الفلسطينيين.

وبين أن الاحتلال بدأ التصعيد بعد زيارة ترامب، وتابع "الهجمة على الأقصى شديدة، وينوي اقتحامه 50 ألف مستوطن"، لافتا إلى أن حراس الأقصى تعرضوا للضرب والاعتقال كرد على المساعدات العربية التي تلقاها الرئيس الأمريكي.

البث المباشر