قائمة الموقع

مقال: تصريحات صمود غزة والردود العكسية

2017-06-01T05:11:17+03:00
الكاتب إبراهيم المدهون
بقلم: إبراهيم المدهون

لا شك أن تصريحات الدكتور صلاح البردويل أُوّلت بشكل خاطئ عن مقصدها وحرفت ليتم استغلالها في اطار النكاية السياسية والتحريض على صمود وصبر وتحدي قطاع غزة، فما قاله البردويل عن استعداد غزة للصمود والصبر يأتي كتحدي للاحتلال الإسرائيلي الذي يحاصر قطاع غزة، وبطبيعة تصريحات قادة حركة حماس خاصة والمقاومة عامة فإنها تبتعد عن لغة الاستجداء والإذعان والتذلل للاحتلال.

فالحصار هو نوع من أنواع العدوان على شعبنا، وهو حرب مفتوحة، والشعب الفلسطيني يواجه العدوان بالصبر والصمود والتحدي، ومن صبر 11 عاما سيصبر أكثر من ذلك، طالما هناك شعب فلسطيني فسيبقى يقاوم الاحتلال ويصبر في وجهه.

وللأسف أصوات التخذيل والتمييع لا يملكون روح الثورة التي اشعلها ياسر عرفات وابو اياد وجورج حبش ووديع حداد واحمد ياسين وفتحي الشقاقي وعبد العزيز الرنتيسي وعماد عقل، ففي بيروت مثلا تم تدمير بيروت، والمخيمات وحوصرت حتى اكل الفلسطينيون الكلاب والقطط، وكان يخرج ابو عمار وقيادة المنظمة يرفعون شارات النصر.

ومع ذلك أَعتبر أن ردة فعل المواطنين عبر السوشيل ميديا جاءت طبيعية، خصوصاً وأن الحصار بالفعل أتعب الشعب الفلسطيني، وهذا الحصار تجرعه الجميع بما فيهم الدكتور البردويل وقادة حركة حماس التي تمنع من التحرك والخروج من القطاع ويتم استهدافها، وتصنف في قوائم الإرهاب الدولية.

لربما سُوقت تصريحات البردويل أنه راض عن الحصار المفروض على قطاع غزة، لكن هذا ليس حقيقياً ولا يمكن له أن يقصد ما فهمه البعض وحاول ترويجه البعض الاخر، مع ضرورة تفهم استنكارات الناس، وفي الوقت نفسه لا أحد ينكر أن د.البردويل على حق في تحديه للاحتلال وإظهار الحصار أنه لن يجدي نفعاً.

لا شك أن حركة حماس ستستمر في موقعها وسيطرتها على قطاع غزة، ومن الصعب أن يتم إزاحة الحركة عن المشهد، والمشكلة التي تواجه حماس هو امتلاكها للسلاح وتطوره بشكل متواصل، وتسمح للفصائل الفلسطينية الأخرى بالتطوير، والاحتلال وحلفاؤه لايريدون ذلك. فلو سلمت حماس سلاحها فان الكثير من الأزمات الحياتية بغزة ستنقشع، فالمعادلة الحالية هي المقايضة ما بين أن يستمر الحصار أو أن تسلم فصائل المقاومة سلاحها، لكن الفصائل لن ترضى بتلك الشروط وليس فقط حركة حماس.

والسؤال اليوم لماذا حوصرت غزة واغلقت معابرها ومنعت المال وضيق على اهلها وشن عليها ثلاثة حروب واسعة ومدمرة، ويستعدون للرابعة؟! لماذا تُتهم فصائلها بالإرهاب ولا يُستقبل قادتها في العواصم، وتُنسى ويراد لها ان تنسى؟! لأنها باختصار القلعة الاخيرة لصمود شعبنا، وسيبكي الفلسطينيون دما لو لا سمح الله سقطت هذه القلعة واستسلمت، وما أسهل الاستسلام وما أصعب الصبر والصمود.

اخبار ذات صلة