كاميرات المراقبة ذراع الاحتلال لإحكام قبضته على القدس

كاميرات مراقبة بالقدس
كاميرات مراقبة بالقدس

غزة- محمد عطا الله

من الواضح أن الاحتلال (الإسرائيلي) يحاول إحكام قبضته الأمنية على المدينة المقدسة بشتى الوسائل، عبر إجراءاته العنصرية والقمعية التي يسعى من خلالها التضييق على المقدسيين.

مؤخرا، نشر الاحتلال مئات كاميرات المراقبة في البلدة القديمة، ولم يكتف بذلك حيث كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية أمس الأحد عن مخطط واسع لتغطية كل مداخل ومخارج وشوارع القدس المحتلة الداخلية بشبكة من الكاميرات.

وأوضحت الصحيفة العبرية نقلا عن ضابط كبير بشرطة الاحتلال، أن الكاميرات ستصور كل مواطن يدخل ويخرج من القدس، وتتعقب أرقام السيارات، وتنقل صورة مباشرة عن الأوضاع في المدينة.

وفي خطوة تهدف إلى تكثيف الإجراءات الأمنية في المدينة، يدفع وزير الأمن الداخلي الصهيوني غلعاد أردان، بالتعاون مع الشرطة والبلدية توسيع مشروع الكاميرات القائم، بحيث سيستقبل مقر "نظرة القدس" الصور من مئات الكاميرات.

وتضيف الصحيفة أن مقر متابعة الكاميرات، المسمى "نظرة القدس"، أقيم في مستوطنة "جيلو" جنوبي القدس من وزارة الأمن الداخلي والشرطة وبالتعاون مع البلدية.

                                                                  سياسة أمنية خطيرة
ويؤكد د. ناجح بكيرات رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى أن الاحتلال يحاول السيطرة الفنية والأمنية والسياسية على مدينة القدس.

ويوضح بكيرات في حديثه لـ"الرسالة نت" أن حرب الكاميرات التي يستخدمها الاحتلال أصبحت جزءا لا يتجزأ من السياسة الأمنية الخطيرة التي يضيق بها على أهل المدينة بحيث يراقب تحركاتهم في الداخل والخارج.

ويضيف أن سلطات الاحتلال لم تكتف بزراعة 280 كاميرا داخل البلدة القديمة وفي محيطها 100 كاميرا، وتقرر الآن زراعة 500 كاميرا وما يزيد حول المدينة المقدسة يكون لها 3 نقاط للمراقبة احداها في جبل الزيتون وأخرى في السيدة مريم وباب الخليل والهدف منها تشريد المقدسيين ومراقبة حركتهم وتجارتهم ومراقبة تحرك المقاومة في المدينة وخارجها وتامين حركة المقتحمين للمسجد الأقصى.

ويشير بكيرات إلى أن هذه الكاميرات ذراع أمني خطير يستخدمها الاحتلال للتضييق على حركة المقدسيين منذ العام 1985 وحتى يومنا هذا يصعد منها بشكل ملحوظ عبر رفعها على أعمدة عالية ويطورها للتصوير بالليزر ونقل الصورة من مسافات بعيدة.

                                                                         هاجس أمني
ويتفق ناشط في شؤون القدس الخبير الهندسي والمعماري د. جمال عمرو مع سابقه القول، مبينا أن هذا مشروع في منتهى الخطورة ولا يراعي أي خصوصية للسكان المقدسيين، بهدف تركيع المدينة وسكانها.

ويؤكد عمرو لـ"الرسالة نت" أن الاحتلال لا يريد أي حركة مقاومة له أو تحرك وهو يريد وضع المدينة تحت المراقبة مباشرة ضمن مخطط للتضييق على المواطنين وضبط تحركاتهم بسبب هواجسه الأمنية.

ويتابع "هذا احتلال يفرض بقوة المال الذي يمتلكه ويضع الكاميرات في إطار محاولات تهويد مدينة القدس وتسهيل حركة المستوطنين الذين يقتحمون الأقصى بصورة يومية".

وبالعودة إلى بكيرات فإنه يبين أن الاحتلال يصعّد من هجمته على المسجد الأقصى بعد أن حصل على الضوء الأخضر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد زيارته للمنطقة.

ويلفت إلى أن هذا الأمر يأتي ضمن مخطط تهويدي كامل يهدف للنيل من المقدسات والمقدسيين، مشددا على أن محاربة تلك الخطوات تكون في تجذر المواطنين وتمسكهم بمنازلهم داخل المدينة.

البث المباشر