قائد الطوفان قائد الطوفان

أبرز دلالات زيارة وفد حماس للقاهرة

جماهير حماس
جماهير حماس

غزة- محمد عطا الله

دون أي إشارات مُسبقة غادر وفد قيادي من حركة حماس بقيادة رئيسها الجديد في غزة يحيي السنوار إلى العاصمة المصرية القاهرة؛ في زيارة هي الأولى له منذ توليه رئاسة الحركة بغزة.

وفي خضم هذه التطورات السريعة يمكن قراءة أبرز دلالات هذه الزيارة من شقين، يكمن الشق الأولى في التوقيت بينما الثاني في المكان.

على صعيد التوقيت يمكن القول إن هذه الزيارة جاءت بشكل مفاجئ دون أي إشارات أو تلميحات حولها، إلى جانب أنها تأتي وسط حالة من المتغيرات الإقليمية والدولية التي باتت تعصف الحركة لاسيما في ظل مزاعم الحديث حول لائحة قدمتها قطر بأسماء عدد من قيادات حماس وأنها طلبت مغادرتها أراضيها، وهو ما نفته الحركة لاحقا.

الجانب الأهم في التوقيت أن حركة حماس أثبتت أنها حاضرة وبقوة على الساحة الدولية منذ زيارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب للمنطقة ووصفها بأنها حركة إرهابية إلى جانب داعش وحزب الله، وصولا إلى الصراع الخليجي-الخليجي المحتدم والتحريض على الدول التي تدعم المقاومة وحماس.

ومن الأهمية بمكان فإن الحركة بقيادتها الجديدة تحاول المناورة والبحث عن مساحات وهوامش تسعى من خلالها إلى تفكيك الأزمات المتفاقمة في قطاع غزة المحاصر من جانب، أو قد تكون محاولة لترجمة بعض المطالب المصرية السابقة من الحركة؛ تزامنا مع إطلاقها للوثيقة السياسية التي أطلقتها في الأول من مايو الماضي، من جانب آخر.

وهو ما يؤكده حديث عضو المكتب السياسي للحركة د. صلاح البردويل الذي قال إن زيارة وفد حماس إلى القاهرة تهدف لتطوير العلاقات الثنائية وبحث آفاق القضية الفلسطينية في ضوء التطورات الإقليمية.

ويضيف البردويل في تصريح صحفي أن الوفد سيناقش الوفد الوضع الإنساني بغزة في ظل الحصار، ودور مصر في التخفيف من هذا الحصار وضرورة فتح معبر رفح للمسافرين الفلسطينيين.

وفي الحديث عن الشق الثاني وهو المكان، فإن حركة حماس التي أبدت مرونة سياسية في وثيقة المبادئ التي أصدرتها تحاول توطيد العلاقة مع دولة مصر، لا سيما وأنها الدولة الشقيقة للقطاع ولما لها ارتباطات وثيقة بالقضية الفلسطينية على مدى القرون الماضية.

وتسعى الحركة منذ فترة إلى تطوير العلاقة وتحسينها مع مصر عبر العديد من الزيارات واللقاءات التي كان أبرزها لقاء رئيس المكتب السياسي الجديد للحركة إسماعيل هنية مع المخابرات المصرية بعد أدائه لفريضة الحج في المملكة العربية السعودية.

وسبق هذا اللقاء العديد من اللقاءات فيما عرف بمؤتمرات "العين السخنة" ومغادرة وفود سياسية وإعلامية وعشائرية للقاء المصريين، حيث حاولت مصر تمرير العديد من الرسائل عبر تلك الوفود وتلميحها إلى استعدادها لتحسين العلاقة مع قطاع غزة.

وشهدت العلاقة بين مصر وحركة حماس في غزة توترا على خلفية أحداث 2013 التي جرت في مصر وإتهام حماس بالمشاركة فيها.

ولا يمكن إغفال الوضع المصري الداخلي في ظل الحديث عن زيارة حماس، فقد يكون اضطراب الوضع الأمني في سيناء لاسيما مع تزايد الاشتباكات وتصاعدها بين تنظيم الدولة "داعش" وقبيلة الترابين أو حتى على ضوء الإستهدافات الأخيرة للكنائس من قبل تنظيمات متشددة.

وتسعى مصر من خلال تحسين علاقتها مع حركة حماس في غزة، إلى المحافظة على أمنها وتعزيز التعاون على الحدود المصرية مع القطاع.

يذكر أن وفد أمني من قطاع غزة غادر في نهاية شهر يناير الماضي إلى القاهرة وأجرى لقاءات ومباحثات آنذاك مع الجانب المصري حول الأوضاع الأمنية على حدود القطاع مع جمهورية مصر العربية.

وفي نهاية المطاف فإن حركة حماس تحاول خرق الجدار واختراق الفضاء الإقليمي والدولي والقفز عن الخلافات؛ محاولة تفكيك أزمات غزة من ناحية وتطوير علاقتها مع الأطراف الدولية من ناحية أخرى.

البث المباشر