لم تشفع الأيام الفضيلة التي نعيشها في ظل شهر رمضان المبارك، للشاب عبد الرحمن الوادي (23 عاماً) من مدينة نابلس، لتفرج عنه الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية حتى يتمكن من مشاركة والديه وشقيقاته مائدة الإفطار.
"مشاعر الفقد والألم التي تنتابنا جميعاً، أذهبت بهجة الصيام والإفطار"، يقول الحاج "أبو حسان" والد عبد الرحمن، واصفاً حال العائلة. ويضيف في حديثه لـ"الرسالة":"نفتقد عبد الرحمن كثيراً، فهو الابن المقيم معنا في المنزل لجانب شقيقتيه، وغيابه ترك فراغاً كبيراً".
واعتقل عبد الرحمن الوادي بعد عودته من زيارة خطيبته، حيث حاصرت قوة من جهاز المخابرات منزله في مدينة نابلس، واعتقلته في وقت متأخر من الليل.
وعلى الرغم من مرور عشرين يوماً على اعتقاله، لم توجه لعبد الرحمن أي تهمة، وتم نقله لسجن أريحا، لتتضاعف معاناة عائلته.
ويتابع والد عبد الرحمن:" تفاجأنا بنقل ابني لأريحا في اليوم الذي كان مقرراً لمحاكمته قبل نحو 12 يوماً، ذهبنا للمحكمة لرؤيته هناك، لكنهم أخبرونا أنه تم نقله لأريحا".
وبعد أيام من نقل عبد الرحمن لسجن أريحا المركزي، ذهب والداه يحملان له الملابس وبعض حاجياته الشخصية، إلا أن إدارة السجن منعتهم من زيارته أو رؤيته.
وعن ذلك يقول "أبو حسان":"طلبنا لقاء ابني، أو مشاهدته من بعيد للحظات، لنطمئن عليه، لكن لم يسمحوا لنا مطلقًا، على الرغم من قطعنا مسافة طويلة للوصول إليه أنا ووالدته في نهار رمضان".
وكان عبد الرحمن الذي من المقرر أن يحتفل بزفافه بعد شهر رمضان، قد أفرج عنه قبل أربعة أشهر من سجون الاحتلال، حيث أمضى ستة شهور في الاعتقال بتهمة الانتماء للكتلة الإسلامية في جامعة النجاح، والمشاركة بأنشطة تضامنية مع الأسرى، كما أنه معتقل سابق في سجون السلطة.
وطالبت عائلة الوادي بإطلاق سراح ابنهم، وإنهاء معاناة العائلة جراء حرمانها من الاجتماع به في رمضان، وقال والده:"ندعو الله أن تنتهي مأساة الاعتقال السياسي، وأن يفرج الله عن كل الأسرى".
وتزامناً مع شهر رمضان المبارك، وتذكيراً بمعاناة المعتقلين السياسيين وعائلاتهم، أطلق ناشطون فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة إعلامية تحت وسم "مش_ناسينك".
ويهدف الناشطون إلى تسليط الضوء على المعتقلين السياسيين الذين يقبعون داخل سجون الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في ظل حلول شهر رمضان المبارك.
وشارك المساهمون في الحملة التي انطلقت قبل عدة أيام، في إبراز حالات المعتقلين السياسيين، سواء ممن تواصل الأجهزة الأمنية اعتقالهم قبل دخول شهر رمضان، أو من تم اعتقالهم خلاله.
وتُظهر الحملة الإعلامية مدى المعاناة التي يتكبدها أهالي المعتقلين السياسيين جراء غياب أبنائهم عن منازلهم وعن موائد الإفطار في الشهر الفضيل، فيما يؤكد المشاركون فيها على أن ملف الاعتقال السياسي سيبقى على رأس المشهد الحقوقي بالضفة الغربية حتى إغلاقه نهائيًا.
من ناحيتها، رصدت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية المحتلة 401 اعتداء لأجهزة أمن السلطة بالضفة خلال شهر أيار/ مايو المنصرم.
وأشارت اللجنة في بيان لها، وصل "الرسالة نت" نسخة عنه، أن من بين تلك الاعتداءات 103 حالة اعتقال و179 حالة استدعاء على خلفية سياسية.