قائمة الموقع

في رمضان.. "كنافة العز" تتغلب على مرارة السجان

2017-06-07T06:44:06+03:00
طريقة صناعة حلوى الكنافة داخل سجون الإحتلال الإسرائيلي
غزة- ياسمين عنبر

على نار هادئة كما طول صبرهم داخل الأسر، وبمواد بسيطة يصنع الأسرى الفلسطينيون حلواهم المفضلة "كنافة العز" كما يسمونها، بطرق وبدائل عن المواد التي يمنع السجان دخولها إليهم، متخذين من "الحاجة أم الاختراع" مبدأ لهم في تحدي الصعوبات.

ورغم كل المنغصات التي يستقبل فيها الأسرى الفلسطينيون المناسبات السعيدة، إلا أنّ أجواء شهر رمضان تكون استثنائية، ففيه يبدو الفرح الحاضر الأكبر في عيون الأسرى، ضيفٌ جميل يأتي ليحمل معه البشريات بالفرج والتحرير، فيبذلون قصارى جهدهم في صنع الفرحة لتعوضهم غيابهم عن موائد الإفطار مع عائلاتهم.

كنافة العز

التقت "الرسالة" الأسير المحرر كمال شعبلو، للحديث عن طقوس رمضان في الأسر، وعن الكنافة التي تصنع من الخبز اليابس التي يُغرم بها الأسرى، فقد كان مختصًا بصناعة الحلويات في السجن.

بـ "خلية نحل نشطة" وصف شعبلو شهر رمضان داخل الأسر، حيث صلاة التراويح في  ساحة السجن، تتخللها مواعظ دينية وابتهالات، وجلسات تلاوة القرآن، إضافة إلى الأناشيد الحماسية التي تبث في قلوبهم العزيمة.

كما يقيمون "العزايم الرمضانية"، حيث يدعو الأسرى في غرفة ما إخوانهم في غرفة أخرى للإفطار على مائدتهم، متحدين بذلك قهر السجان وقيده.

وبنبرة تحدٍ بادٍ على وجهه يقول شعبلو "للرسالة": "لم نستسلم لقهر السجان ونقص المواد، خاصة أنهم منعوا دخول الطحين كمادة أساسية، حيث كنا نصنع الحلويات ونضفي أجواء رمضانية رغم كل المعيقات".

ويجفف الأسرى لبّ الخبز الأبيض، ويجمعونه في صحون كبيرة، ومن ثم يضعونها تحت الشمس لتجف وتنشف، ثم يرشون فوقها الجبنة الصفراء وأحيانًا اللبن في ظل عدم وجود الجبنة، ومن ثم يضعونها في "سدر" كبير، ويحمونها على الفرن في مطبخ السجن، وبعد جاهزيتها يرشونها بالقَطر، ويضعونها في صحون صغيرة وتوزع على الأسرى بعد أدائهم صلاة التراويح، بحسب شعبلو.

الكنافة والإفراج عن "ريم"

عبر اتصال هاتفي وبسعادة تنسرب من صوته، يروي المحرر عدنان حمارشة "للرسالة" موقفًا حدث معه في سجن مجدو، حيث مر الوقت بطيئًا يومها، كان كل ما فيه يرتجف، علم أن ذاك اليوم هو يوم الإفراج عن زوجته، حيث كانت في سجن الشارون "سجن النساء".

لم يكن يعلم إذا ما استطاع الأهل دفع الغرامة المالية الباهظة التي فرضها الاحتلال عليهم، فيُفرج عنها أم لا!

كان يشعر أن نبضات قلبه تفضح ارتباكه أمام الأصدقاء، الذين كانوا يرقبونه ويعيشون معه المحنة، حتى اقترب المساء ليعلن رحيل يوم أجهد قلبه بثقله، أعلن حارس السجن أن وقت "الفورة" قد انتهى.

وفجأة، شعر بحركة غريبة حوله، والأسرى يبتسمون جميعهم، وأحدهم يخرج  من  إحدى الغرف، ويتجه صوبه يحمل طاولة بلاستيكية، وآخر يحمل "سدرًا" كبيرًا من الكنافة، ففوجئ بأن الأسرى كتبوا عليها "مبارك إفراج ريم"!

ويضحك حمارشة حين يعود بذاكرته إلى موقف آخر، حين أخبرته إدارة السجن أنه  "شحرور"

-أي أسير محرر- ، بعد قضائه أربع سنوات من السجن الإداري، لكن الأسرى الذين معه في نفس الغرفة علموا أن الإدارة مددت له الحكم الإداري، فأرادوا إخباره بطريقة غير محزنة حين كان يجهز نفسه استعدادًا للخروج.

ظن "حمارشة" أنهم جهزوا الكنافة احتفالًا بالإفراج عنه كما اعتادوا عند خروج كل أسير، فبينما كان يتناول الكنافة أخبروه بقرار التمديد، وأخذ بعض الأسرى ينشد حتى منتصف الليل يومها، فكان وقعه خفيفًا على نفسه، لما فعلوه من أجواء للتسرية عن نفسه.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00