غزة - أمينة زيارة
تحل "الكنافة العربية" ضيفاً عزيزاً على البيوت الغزية في العيد والمناسبات السعيدة، حيث تفتح شهية الزوار وتعتبر هدية ثمينة لجمهور المهنئين الذين يطوفون البيوت أثناء العيد.
ورغم أن حلويات العيد أضحت رخيصة الثمن وفي متناول الجميع، إلا أن بعض العائلات لازالت تتمسك بعاداتها في تزيين طاولة الاستقبال بالكنافة العربية وإبريق القهوة السادة.
"الرسالة نت" تعرفت على صناعة الكنافة ومدى إقبال المحتفلين الغزيين على شرائها في مناسبة كعيد "الأضحى".
صنعها البيروتي
دخلت الكنافة العربية إلى قطاع غزة مع قدوم الحلواني "أبو حسن البيروتي" القادم من العاصمة اللبنانية "بيروت" منذ أكثر من مائة عام حيث قام بتعليم عدد كبير من الغزيين كيفية صناعة الحلويات الشامية وأبرزها الكنافة العربية والتي تطورت واتخذت أشكال ومذاقات مختلفة.
ويقول الحلواني "عادل" والذي يعمل في صناعة الكنافة منذ عشر سنوات: "تعلمت صناعة الكنافة من معلمي الكبير الذي ورثها لأبنائه، بأنواعها الكنافة، وقد بدأت مساعد حلواني أضيف له مقادير صناعة الكنافة ومن ثم خبزها وبيعها أما الآن فقد أصبحت معلم في هذه الصنعة".
وعن كيفية صناعة الكنافة ومقاديرها، قال الحلواني عادل :"تصنع من السميد والدقيق والحليب والسمن ومن ثم تعجن مع بعضها البعض وتصب على صفيح ساخن ليتم طحن رقاق الخبز الناتج ومن ثم تحميصه ليخلط فيما بعد مع الجوز وتوضع على نار هادئة ومن ثم يضاف إليها القطر والمكسرات في مرحلتها النهائية.
وحول الإقبال على الكنافة في العيد يقول: قبل خمس سنوات كان الناس يعتمدون على الكنافة "سواء بورمة أو عربية أو حتى عش البلبل" كحلوى رئيسية للعيد، حيث تزين طاولة الاستقبال بصينية اصطفت بها أشكال جميلة من الحلويات أما الآن ومع دخول الحلويات المصرية والأردنية والفرنسية فقد تراجع الإقبال على الكنافة.
عنوان غزي مميز
فيما يقول الحاج بيان اقطيفان أحد صناع البقلاوة في قطاع غزة: الكنافة العربية عنواناً مميزاً لسكان القطاع الذين أتقنوا صناعتها، فقد أدخلوا عليها العديد من التعديلات وابتكروا نوعيات وأشكال معينة حتى أصبحت على شكلها ومذاقها الحالي بحيث لا يماثلها مذاق سوى في قطاع غزة"، ويتابع: لم تكن الكنافة العربية على هذه الصورة التي تقدم عليها حالياً ومع مرور الزمن تم إدخال عليها الكثير من التعديلات في قطاع غزة بحيث أصبحت تقدم للزبائن في العديد من الأشكال فمنها ما يقدم على طريقة الكنافة النابلسية ومنها ما يتم حشوه بالجبنة ما يسمى الآن "جلاش" ومنها ما يتم تخصيصه بالمكسرات من الكاشو والصنوبر مشكلة باسم بورمة أو عش البلبل.
ويؤكد الحلواني اقطيفان على أن الكنافة العربية تشهد إقبال كبير من الغزيين الذين يرون فيها إكراما لضيوفهم في الأعياد والمناسبات السعيدة، ويستطرد: في عيد الفطر تشهد محال الحلويات في قطاع غزة إقبالا على العربية حيث تقدم مع القهوة "السادة" للأقارب والزوار الذين يتبادلون الزيارات وصلة الأرحام وتهاني العيد فيما بينهم.
طقس العيد
وفي محل اقطيفان دخل أحد الزبائن يوصي "الحاج اقطيفان" بصينية كنافة عربية يقدمها لضيوفه يوم العيد فيقول "أبو العبد" "للرسالة": اعتدت وأسرتي على تقديم الكنافة في الأعياد والاستغناء على الحلوى العادية، لجمال طعمها وتعبيراً عن كرم أهل غزة.
ويوضح المواطن "أبو العبد" أن الكنافة العربية باتت تطلب في دول الخليج العربي، لجهلهم صناعتها، وطريقة تحضيرها.
ويقول: "في كل موسم اذهب إلى آخوني وأقاربي في المملكة العربية السعودية، حاملا لهم ما لذ وطاب من هذه الكنافة التي لا يعرفونها هناك ونالت على إعجابهم".
"أم صالح" وهي ربة بيت، تشير إلى أنها تصنع صينية الكنافة العربية في بيتها صبيحة كل عيد، لافتة إلى أن بناتها أصبحن يعدون صينية الكنافة في بيوت أزواجهن كطقوس موسمية يجب أن تحل في كل عيد.
وتقول المواطنة "أم صالح" أصنع الكنافة في صباح العيد حتى يأكلها ضيوفنا طازجة وساخنة ليشعروا بلذتها".