قائد الطوفان قائد الطوفان

في العيد وبعده

الضفة تبكي حال أبنائها المغيبين في سجون السلطة

 

الضفة الغربية – لمراسلنا

مر العيد حاملا معه أحزانا ومواجع شتى، فهناك بيت يبكي حبيبا استشهد، وبيت يشكو غياب راعيه في سجون الاحتلال، وهنا بيت قد يكون حزن أهله أشد وأقسى، فحامي البيت وراعيه لم يجلس معهم صباح العيد، ولم يوقظ أبناءه لصلاة العيد، ولن يفرحوا بتقبيل يده التي تعطيهم "العيدية، ولن ولن ولن .

نعم هذا أقل ما يمكن أن يصف حال أهالي المعتقلين في سجون عباس الذين لا يبعد مكان اعتقال الكثيرين منهم سوى مئات الأمتار عن بيوتهم وأحبتهم وأبنائهم لكن الظلم أقسى وأمر والبغي تعالى على الضعفاء، الذين لم يبق لهم سوى الدعاء وتلك الدموع التي تحرق وجنات أطفالهم ونسائهم، حزنا على غياب أحبتهم.

ففي الضفة حيث امتلأت سجون عباس بأبناء حركة حماس، يتضاعف الألم، حيث يلقى هؤلاء المعتقلين أساليب تعذيب جسدية ونفسية قاسية، لا يمكن لأحد أن يتخيلها، دون مبالاة بحالة صحية أو مكانة اجتماعية أو كبر السن أو حتى بالأيام الفضيلة في شهر رمضان وغيره فكل الأسرى معرضين للضرب والشبح والإهانة.

غابت الفرحة

السيدة "م.ع" زوجة أحد المعتقلين في سجن الجنيد في نابلس تقول: "الفرحة غابت عن بيتنا، والدموع هي الحاضرة في كل ساعة، فزوجي تعرض لتعذيب شديد، وسمعنا ممن خرج من عنده أنهم هددوه ببناته وبي وبمصادرة كل ما نملك، ما أقسى أن يأتي علينا العيد بهذه الحال، أطفالي في كل ساعة يفتقدون والدهم ويسألون عنه. متى سيعود للبيت لا أدري ماذا أقول لهم هل أقول أنه لن يأتي في العيد ولن تذهبوا معه لصلاة العيد".

وتضيف والدموع تنصب من عيونيها: "منذ عامين لم يقض زوجي العيد معنا، فهو كان أسيرا لدى الاحتلال، والآن هو عند السلطة، والله لو أنه بقي عند الاحتلال لكان أهون عندي من أن يكون عند هؤلاء الخونة، الذين لا يعرفون رحمة ولا شفقة ولا دينا ولا حرمة".

سوء النوايا !

وفي منزل آخر في مدينة نابلس تجلس السيدة "ع.خ" بين أبنائها، توصيهم بالدعاء لأبيهم المعتقل في سجن الجنيد، وتقول للـ"الرسالة.":"كنا نأمل أن يفرج عن زوجي مع قدوم شهر رمضان المبارك كحسن نية من قبل السلطة اتجاه المعتقلين السياسيين، لكن مثل هؤلاء الناس لا يوجد لديهم حسن نوايا من الأصل، فها هو رمضان قد انتهى واقترب العيد، ولا يوجد هناك أي بادرة حسن نية اتجاه المعتقلين السياسيين، فهؤلاء الناس لا يوجد لديهم حسن نوايا أصلا".

وتضيف: "أبنائي الخمسة كانوا يرفضون شراء ملابس جديدة للعيد، لكن عندما سمح لنا بزيارة زوجي قبل أسبوع، أقنعهم وقال لهم إن كنتم تريدونني أن أكون فرحانا في العيد عليكم أن تشتروا ملابس جديدة وتشتروا حلوى العيد وتعيشوا حياتكم بشكل طبيعي في محاولة منه أن يخفف عنهم ويشعرهم أن اعتقاله لا يجب أن يوقف الحياة بل عليهم أن يكونوا أقوى وأن يواجهوا الواقع ويصبروا".

قطع الأرزاق

وأتى عيد الفطر السعيد هذا العام حزينا على عشرات الموظفين في الضفة المحتلة، الذي تم فصلهم من وظائفهم على خلفية الانتماء السياسي، وتم حرمانهم من حقوقهم ومستحقاتهم، حيث ارتفعت وتيرة هذه الممارسات والفصل والوظيفي خلال شهر رمضان المبارك من قبل حومة فياض اللاشرعية، ضاربة بعرض الحائط كل معاني الإنسانية والرحمة، وغير آبهة بالوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه الموظفين.

حيث طالت حملة الفصل الوظيفي العشرات من الموظفين الحكوميين، وفي حالات كثيرة تم فصل زوج وزوجته من العمل على خلفية الانتماء السياسي، مما ضاعف من معاناة هذه الأسر وجعلها بلا مصدر رزق أو معيل مع اقتراب العيد وازدياد المصروفات والمناسبات والمسئوليات.

الأستاذ "محمد م." أحد الذين فصلوا من عملهم على خلفية الانتماء السياسي هو وزوجته، يقول لـ"الرسالة": وقع خبر فصلي أنا وزوجتي علينا كالصاعقة، نحن نعيل أسرة مكونة من 7 أفراد، وتم فصلنا بشكل تعسفي وغير إنساني بحجة انتماءنا لحركة حماس".

وتساءل "محمد":"أين سنذهب الآن من أين سأصرف على عائلتي؟ كيف سأوفر لهم ملابس العيد؟ والله انه ظلم كبير وجريمة كبرى، فأنا خدمت مدرستي سنوات طويلة ومكافأتي في النهاية جاءت بالفصل، أهذه هو التقدير لجهود المعلمين؟".

ويستدرك محمد قائلا: "الظلم لا يدوم، وإن طال زمانه وأن كثر أعوانه فالحق سينتصر في النهاية، وسيأتي يوم تعود فيه الحقوق لأصحابها بإذن الله تعالى رغم كل العملاء".

 

البث المباشر