بعد أن مارسوا ضد غزة العهر السياسي والأمني، قرر أباطرة الحصار أن يغلقوا الأبواب أمام عيوننا ويجففوا المياه في حنفيات بيوتنا.. لذا فان كل مبادرات المصالحة لن تنسينا ما يرتكبوه بحقنا يوميا.
شعب بكامله في غزة يتحرك في ليالي الصيف وهو "يحسس" بسبب العتمة, والعرق يتصبب من جباههم بينما يقبع اللصوص في المقاطعة "مكيفين".
بدل أن يصبح لكل مواطن غزي حصة من المياه أو الخدمات او التعليم اختلفت الحاجات .. مولد كهربائي لكل مواطن .
هناك غرب خانيونس كانت تقبع المستوطنات ، يهرب الناس من الحر والظلام إلى "السوافي" حيث تلال الرمال الصفراء ,يجلس الأب وزوجته, وأبناؤه في الليل أعلى "القوز" ,يحدقون في السماء ,ويحلمون باليوم الذي تنتهي فيه أزمة الكهرباء ..حيث لا تكون هناك ورديات ..أو مولدات .
أباطرة الحصار يلعبون بنا لعبة جديدة عنوانها "مين يعرف وين الكهرباء؟"
جواب اللعبة : الكهرباء من شركة التوزيع ..والشركة تحتاج طاقة من محطة التوليد .. والتوليد يحتاج سولار .. والسولار يحتاج أموال.. والأموال عند فياض ..وفياض , يعمل عند عباس ..و عباس يتحرك بقرار سياسي .. والقرار يأتي من أمريكا و"إسرائيل".. وهكذا تستمر اللعبة وتكرر على حساب أرواحنا وأعصابنا وأجسادنا التي تحترق بنيران وقود المولدات.
الهاربون إلى رام الله شاهدوا صور الغاضبين ضد الحكومة في العراق بسبب حرمانهم من الكهرباء , "أبو الفهم" في المقاطعة اعتقد انه يمكن -من خلال أزمة السولار وتوقف محطة التوليد- ان يخلق ثورة غضب في غزة.
كل حبة عرق جراء الحر, وكل صرخة طفل في العتمة, وكل دعوة أم غاضبة, وكل شتيمة طالب في الثانوية, ستبقى تطارد من حرض على قطع الكهرباء, ومن سرق الأموال, ومن كذب, ومن باع غزة وأهلها, باليورو والدولار.
مسكينة غزة.. أعطوها "الهوايات" والمكيفات وحرموها الكهرباء
أعطوها الحنفيات والخزانات وقطعوا المياه
أعطوها محطة توليد وأوقفوا السولار
وعدوها بالاعمار واحتجزوا الاسمنت
فتحوا معبر رفح ومنعوا المسافرين
رزقها الله البحر والزوارق ومنعوا الصيد
وسابقا ..
أعطوها الانتخابات وسرقوا الديمقراطية
تنازلوا عن الحكومة وصادروا الصلاحيات
أعطوها الوزارات والهيئات ومنعوا الموظفين
وغزة ماذا ستعطيهم؟ ستبصق في وجوههم .. وتصرخ فيهم :
أولاد الفعلة لست خجولاً
حين أصارحكم بحقيقتكم
ان حظيرة خنزير أطهر من أطهركم
تتحرك دكة غسل الموتى
اما انتم لا تهتز لكم قصبة
الآن أعريكم
في كل عواصم هذا الوطن العربي قتلتم فرحي.