لا يجد الأسير المحرر باسم نزال مبرراً لما تفعله السلطة الفلسطينية بقيادة رئيسها محمود عباس بالأسرى المحررين إلا أنها تنفذ ما تمليه عليه حكومة الاحتلال من قرارات ظالمة وصفها بأنها استكمالاً لعذاب المحكومية التي لم يكملوها داخل السجون "الاسرائيلية" بعد أن كسرتها المقاومة بصفقة وفاء الأحراء.
ينفث نزال غضبه بعد أن قطعت سلطة رام الله راتبه، ويوضح بأنه بات ورفاقه الأسرى المحررون ضحية المخطط الأمريكي والاسرائيلي الذي تنفذه السلطة الفلسطينية للنيل من صمودهم ومقاومتهم، حتى بلغ الحال بالأجهزة الأمنية إلى أن ترفض اعتصاماتهم السلمية وتعمل على فضها.
بحالة من الصدمة استقبل 277 اسيراً ومبعداً فلسطينياً خبر قطع سلطة رام الله رواتبهم في الرابع من يونيو الجاري بعد أن اشترطت "اسرائيل" والادارة الأمريكية الجديدة على الرئيس عباس بعدم صرف رواتبهم ومحاربتهم بالقمة عيشهم، نظراً لضلوعهم بتنفيذ عمليات قاومت ظلم الاحتلال قبل أن يتم اعتقالهم.
قرار السلطة الجائر الذي أوقع الاسرى المحررون ضمن المخطط "الاسرائيلي الأمريكي الجديد" من أجل تصفية قضيتهم والنيل من مقاومتهم، أجبر عدد منهم إلى الاعتصام أمام مقر حكومة رامي الحمد لله بمدينة رام الله منذ ستة أيام.
المشهد الذي أجبر من يصنفوا "بأولي التضحيات" في تاريخ القضية الفلسطينية إلى الجلوس داخل خيمة اعتصام عارية لم يرق لأجهزة القمع العباسية طويلاً، بعد أن داهمت قوة من أجهزة أمن السلطة، فجر اليوم السبت، الخيمة التي أرادوا أن يوصلوا فيها رسائل رفضهم عن قرارات الرئيس عباس الجائرة والتي تثقل عليهم.
قوة مكونة من أجهزة المخابرات والوقائي والأمن الوطني، اقتحمت مكان اعتصام الاسرى وبأسلوب فظ لا يعبر عن احترام قادة هذه الأجهزة لتاريخ نضالهم وتضحيتهم، طالبوا بإزالة خيمة الاعتصام من أمام مقر الحكومة بحجة أنها مشهداً غير حضاري كما أفاد لنا أحد الأسرى المشاركين والمقطوعة رواتبهم.
وبعد سجال انتهى بإهانة أفراد الأجهزة الأمنية للأسرى رفض المحررون إزالة الخيام وفض الاعتصام، وأصروا على أن يقضوا العيد الذي خصصه الله للمسلمين للفرحة داخل هذه الخيام، ودون أن يتنازلوا عن حقوقهم التي ينهشها عباس بطلب من الإدارة الأمريكية الجديدة و"إسرائيل".
يفيض غيظ أشرف أبو مرخية-اسير محرر ومبعد إلى قطاع غزة، من السلطة ورئيسها عباس بعد أن أدرج في قائمة المقطوعة رواتبهم، ويقول " بنظري أن السلطة أصبحت أداة بيد الاحتلال ينفذ فيها سياسته القمعية ضد الشعب الفلسطينية والأسرى شريحة ممكن وقعت عليهم تلك المظالم".
ويضيف أبو مرخية للرسالة نت " السلطة باتت تتنكر لكل أشكال النضال الفلسطيني في ظل انسياقها بمشروع التصفية الذي بدأته بالتنسيق الأمني ونبذ المقاومة والتخلي عن اللاجئين وصولاً لقطع أرزاق العباد وتجفيف مدعمات المقاومة الفلسطينية".
ويواصل المبعد الى غزة حديته " يجب أن تعلم السلطة أنها وبإجراءاتها التي استمدتها من "اسرائيل وأمريكا" ضد الشريحة التي أقضت زهرات شباها خلف القضبان الحديدية أنما تحكم على نفسها بالإعدام بعد دخولها في مشروع تصفية القضية".
واستغرب الاسير المحرر من قيادة حركة فتح التي ترى اجراءات الرئيس عباس الظالمة والخطيرة بحق مناضلي الشعب الفلسطيني دون أن يصدوه أو يلزموه حده، إلا أنه يؤمن بأن فصائل العمل الوطني لن تقف مكتوفة الأيدي ولن يدوم صمتها طويلاً لأنها ستضع نفسها في نفس النصب.
وعن ان اقتحام خيمة الاعتصام والتضييق على الأسرى المحررون يؤكد أبو مرخية بأن هذا العمل المشين هو أرادت به السلطة إيصال رسالة مفادها أنه ليس هناك أي خطوط حمراء وأنها باتت تعتبر النضال والمقاومة إرهابا، .وهذا يؤسس لمرحلة جديدة يجب أن تواجه بكل قوة وبشكلٍ فصائلي موحد.