يحاول الاحتلال (الإسرائيلي)، الإفلات من بطش المقاومة الفلسطينية، برفع مستوى تحصيناته الأمنية على حدوده الزائلة مع قطاع غزة، لتحجيم قدرات المقاومة الهجومية، والتي تأتي دائماً في أعقاب اعتداء جيش الاحتلال على الغزيين من خلال جرائمه الغادرة والمباغتة.
الخميس الماضي، كانت آخر المحاولات التي أعلن عنها الجيش، إذ كشفت وزارة الحرب (الإسرائيلية)، عن إقامة العائق العلوي على حدود قطاع غزة، الذي سيقام على طول الحدود تحت الأرض وفوقها بطول 65 متراً، وبارتفاع 6 أمتار، وسيتميز الجدار بتقنيات تكنولوجية تعيق اختراقه.
ويمتد الحصن (الإسرائيلي) الجديد من فوق الأرض، على الحدود الغزية من أقصى الجنوب بمنطقة كرم أبو سالم جنوب رفح، وحتى شاطئ زيكيم شمالاً، إذ ينوي الاحتلال ربطه بالعائق البحري المقام داخل البحر، ومن المتوقع الانتهاء من بنائه مع نهاية العام الحالي 2019، وفقاً للإعلام العبري.
وتتفاخر وزارة الحرب الإسرائيلية، بقوة الجدار العلوي، وأعلنت أنه يتضمن مكونات أمنية مبتكرة، وقال الجنرال عيران أوفير، رئيس إدارة الحدود (الإسرائيلية)، "بدأنا العمل على المكون الأخير لمشروع الجدار العازل على الحدود مع قطاع غزة، ويعتبر جدار فريد من نوعه ويتناسب مع التهديدات مع قطاع غزة".
أما نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال، فجاءت تصريحاته وكأنها تحد جديد أمام المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، إذ أعلن البدء ببناء العائق فوق الأرض، وقال "إن الجدار الجديد سيمنع من التسلل للأراضي (إسرائيل)، مهدداً الغزيين في حال لم يحافظوا على الهدوء بإجراءات حتى لو في مرحلة الانتخابات دون تردد".
وفي نفس السياق، كشفت القناة الـ 13 العبرية، أن مشروع الاحتلال يأتي بعد انتهاء جيش الاحتلال من بناء العائق البحري على الحدود مع الشمالية الغربية مع قطاع غزة، بهدف منع عمليات تسلل كوماندوز المقاومة من البحر، وسيتم ربط الجدار البحري بالجدار مع الحدود البرية.
من جانبه، علق المختص في الأمن (الإسرائيلي)، مأمون أبو عامر على بدء الاحتلال بتشييد الجدار مع قطاع غزة، وقال في حديث خاص مع "الرسالة"، "إن الاحتلال يضع تحديات جديدة أمام المقاومة في غزة، بتفاخره بأن الجدار الاسمنتي الجديد تم تدعيمه بمنظومة الكترونية لمنع أي عمليات تسلل جديدة".
وأضاف أبو عامر أن "الجدار الإسرائيلي، يطرح تساؤلات كبيرة عن مدى نجاحه وفعاليته في صد المقاومة الفلسطينية، إلا أنه لا يمكن الإجابة عنها إلا بعد تجربته"، مؤكداً أن المقاومة قادرة على التعامل مع مثل هذه التحديات، بعد نجاحها الذي حققته مؤخراً في صراع العقول المختص في الجانب الالكتروني.
وشدد المختص في الشأن (الإسرائيلي)، على أن المقاومة في قطاع غزة، تدرك تماماً، مخاطر هذه الخطوة الإسرائيلية، وهي مدربة جيداً لها، وقال "إن الذي استطاع أن يصنع طائرة دون طيار، ويصنع صواريخ بجودة عالية، يستطيع أن يخترق مثل هذا الجدار، إلا ان العمل الميداني يبقى الشاهد الوحيد على قدرتها في مواجهة هذا التحدي".
وحذر أبو عامر في نهاية حديثه، من أن هذا الجدار سيعطي جيش الاحتلال (الإسرائيلي)، الشعور بالأمان، وسيشجعهم على مهاجمة قطاع غزة، والمقاومة الفلسطينية فيها، ما يعطي ارهاصات باقتراب مواجهة عسكرية بعد الانتهاء من تشييده.
الجدير ذكره أن مسيرات العودة التي يشارك بها المدنيون في قطاع غزة، لمحاولة كسر الحصار، أزعجت الاحتلال (الإسرائيلي)، بعد إصرار الشباب الثائر الوقوف أمام قناصة جيش الاحتلال، واختراق الحدود الشرقية للقطاع، لإيصال رسالتهم الإنسانية للعالم، وتظاهر الجمعة الماضية قرابة 10 آلاف فلسطيني على حدود العودة.