الرسالة نت- باسم عبد الله أبو عطايا
حتى في " إسرائيل " هناك حرب على الخلافة ، وخاصة تلك التي يسعى المتنافسون للوصول إلي قمة الهرم فيها بشراسة ، ففي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تدور ام المعارك على الإطاحة بما هو قائم ، وإبعاد ما هو قادم ، كلا يحارب ليكون هو الوحيد ، حتى رؤساء هذه الأجهزة يحرصون كل الحرص على إبعاد الخلفاء بل وسحق اى شخص قد يفكر في يوم أن يكون منافسا للرئيس.
هذه الزوبعة أثارها الإعلان عن عدم التمديد لرئيس الموساد مئير داغان وفتح الباب أمام منافسات وتوترات في الحلبة الأمنية الإسرائيلية. وقد ازداد التوتر على وجه الخصوص لتزامن التغيير في رئاسة الموساد مع التغيير في رئاسة كل من هيئة الأركان العامة وشعبة الاستخبارات العسكرية والشاباك. بل أن التغيير أوسع ويشمل أيضا نائب رئيس الأركان وقادة الجبهات الإسرائيلية الأربع وكل ذلك خلال أقل من نصف عام تبدأ في تشرين الثاني المقبل وتنتهي في أيار 2011.
حرب المناصب
حرب الخلفاء أشعلها رفض رئيس الحكومة الصهيونية" بنيامين نتنياهو" التمديد لداغان رئيس الموساد وبغض النظر عن الانجازات التي نسبت للأخير إلا أن الفشل الذي منى به هو شخصيا وجهازه ( الموساد ) كان سببا كافيا لتنحيته وإبعاده .
المراسل العسكري لـصحيفة«هآرتس» العبرية عاموس هارئيل أشار إلى أن عدم التمديد لداغان يخلق وضعاً استثنائياً في القيادة الأمنية الإسرائيلية.
فخلال نصف عام ما بين تشرين الثاني المقبل وأيار 2011 سيتمّ استبدال كل قادة الأجهزة الأمنية. إذ يتوقع استبدال كل من رئيس الأركان غابي أشكنازي ورئيس الشاباك يوفال ديسكين ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية عاموس يادلين وقادة كل من الجبهات الشمالية والوسطى والجنوبية والخلفية ونائب رئيس الأركان.
لكن الغريب في الأمر أن حتى المستعدون أو الذين يتوقع عدم التمديد لهم يدافعون بشراسة من اجل البقاء ، فالمستبعد داغان يحاول أن يبقى الغموض على مصيره هو المسيطر على واجهة الإعلام في الفترة الحالية املأ منه في ان يغير نتنياهو رفضه ويبقيه في منصبه سنة أخرى حسب رغبته فقد قال داغان في تصريحات للإذاعة العامة الصهيونية : كل ما تسمعونه هو بالونات اختبار تطلقها وسائل الإعلام. كما يمكنكم أن تلاحظوا، أن الشخص الذي يعتبرونه انتهى يقف هنا إمامكم، ليس هناك داع للقلق".
وحرص مئير بحسب الإذاعة على نفي معلومات وسائل الإعلام الإسرائيلية التي أفادت ان نتنياهو رفض طلبه تمديد ولايته سنة اثر الإخفاقات الأخيرة للموساد.
ووجهت انتقادات إلى الموساد في قضية اغتيال احد مؤسسي الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود المبحوح في 20 كانون الثاني/يناير في احد فنادق دبي.
كما انتقده المحللون عملية الكوماندوس الإسرائيلية التي نفذت في 31 ايار/مايو ضد الأسطول الإنساني الذي كان متجها لكسر الحصار عن قطاع غزة. وبحسب وسائل الإعلام العبرية فان الموساد لم يقدم معلومات تفيد بان بعض الركاب كانوا مستعدين لخوض اشتباك مع الجنود.
الخلفاء المحتملون
استعدادات محمومة في " إسرائيل" في أعقاب نشر الأنباء عن رفض نتنياهو تمديد ولاية رئيس الموساد مئير داغان بسنة أخرى.
ويعتقد خبراء في الجهاز الأمني بان القرار بإنهاء ولاية داغان سيؤثر أيضا على قرار من سيكون رئيس الأركان القادم، وذلك لأنه تم منح منصب رئيس الموساد في الماضي كجائزة ترضية لخائبي الأمل, فيما بأن تقديرات تشير إلى أن رئيسا جديدا للموساد سيعين فقط بعد أن يعين نتنياهو وباراك رئيس الأركان بدلا من غابي اشكنازي.
وذكرت المصادر أن المرشحين لخلافة دغان هم قائد المنطقة الجنوبية يوآف غلانت في حالة عدم فوزه في منصب رئيس الأركان، ورئيس المخابرات يوفال ديسكين.
كما طرح اسم حجاي هداس المسئول الكبير السابق في الموساد، والمكلف بملف المفاوضات لتحرير جلعاد شاليط,.
جهات أمنية إسرائيلية انتقدت نتنياهو وباراك على اعتبار أن الرجلين لم يبديا قدرة على التخطيط بعيد المدى مما يضع "إسرائيل" في موقع ضعف لفترة ما بسبب أن قسماً من قيادتها الأمنية سيكون قليل الخبرة ويحتاج لفترة تكيف في المناصب الجديدة. ويوم أمس شنت زعيمة المعارضة تسيبي ليفني حملة شديدة على الأخيرين واتهمتهما بأنهما يدمران دولة الكيان .
كلهم مذنبون
غير أن مراسل ـصحيفة«هآرتس" يشير إلى أن الخطأ ليس فقط ذنب نتنياهو وباراك بل أيضاً ذنب قادة الأجهزة الذين لم يتركوا خلفهم ورثة واضحين ومناسبين للمنصب. ومن المعروف أن رئاسة الموساد ستشغر في فترة ثلاثة إلى خمسة شهور ينبغي خلالها الإعلان عن رئيس الموساد الجديد. كما أن ولاية يوفال ديسكين في رئاسة الشاباك تنتهي في أيار 2011 بعد أن ينهي ست سنوات في المنصب. ويترك رئيس الأركان غابي أشكنازي منصبه في أيار 2011 بعد أن تقرر عدم التمديد له لعام آخر. وأشارت «هآرتس» إلى أن التوتر بين باراك وأشكنازي على خلفية عدم التمديد له حالت دون إقرار عدد من التعيينات اللازمة في المؤسسة العسكرية.
وتتحدث الصحيفة عن توترات في العلاقة بين أشكنازي وداغان في العامين الأخيرين بسبب إشكاليات أمنية ومواقف سياسية. ويقال بأن التوتر بينهما ازداد مؤخراً على خلفية مجزرة سفينة «مرمرة» بسبب إدعاء الجيش أن الموساد لم يوفر معلومات مسبقة حول خطط منظمي القافلة. غير أن " هارتس" تشير إلى ما يشبه «تحالف المظلومين» بين الرجلين جراء الإساءة التي لحقت بهما بالإعلان عن عدم التمديد لهما في منصبيهما من دون التشاور معهما. ويرى الرجلان أن الثنائي نتنياهو - باراك هو من استهدف كلاً منهما وبشكل منسق.
على كل الأحوال فان التغيرات التحى تجرى فى قيادة الاجهزة الامنية تشير الى ان هناك استبعاد لكل القادة الذين ابد وفى السابق تحفظا على توجيه ضربه عسكرية لايران ويبدو ان دولة الاحتلال تحاول ان تظهر لامريكا قبل ايران جديه تهديداتها باتخاذ خطوات احادية الجانب ضد المشروع النووى الايرانى والايام القادمة ستظهر الخلفاء على رئاسة الاجهزة بعدها سيصبح واضحا نوايا "اسرائيل" المبيتة.