قائد الطوفان قائد الطوفان

في ظل الحصار والبطالة

الرسوم الجامعية .. رياح تعصف بالطلبة

غزة/ كمال عليان

خالد أحمد.. شاب جامعي حاول أن يتقدم للعديد من الوظائف الحكومية العام الماضي.. لكنه للأسف لم يستطع، والسبب أن عليه رسوما جامعية تمنعه من الحصول على الشهادة.

فكرة أن الجامعة تعارض منحه الشهادة الجامعية لم تكن تخطر في باله أبدا وخصوصا في ظل الظروف المادية الصعبة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني في غزة بعد الحصار، ظنا منه أن الجامعات الفلسطينية يجب أن تراعي ظروفه المادية الصعبة، مشيرا إلى أن كل محاولاته للتقدم لوظائف باءت بالفشل.

"الرسالة" أخذت على عاتقها حمل قضايا الطلاب وخصوصا في الرسوم الجامعية وحاورت المختصين وأعدت  التقرير التالي:

بلا رحمة!

الشاب محمد مجدي من كلية الطب في الجامعة الإسلامية لم يترك سبيلا إلا اتبعه من أجل أن يسجل هذا الفصل ولكن كل محاولاته باءت بالفشل، بعدما رفض الباحث الاجتماعي أن يقلل له من الساعات الواجب دفعها حتى يسجل، بناء على قرارات عليا لا يمكن للباحث أن يغيرها.

ويقول محمد :" منذ بداية موعد التسجيل الفصلي وأنا أستعطف هذا وذاك ولكن دون جدوى"، مؤكدا على أن له تسعة أخوة أغلبهم في المدارس ولهم مصاريفهم.

ويضيف في حديثه مع "الرسالة" :"على الرغم من أنني أحاول جاهدا في توفير بعض القروض والمنح لكنها لا تكفي للسداد"، موضحا أن رسوم الساعة الجامعية في الطب تبلغ 70 دينار.

وذكر محمد أن والده يعمل مدرسا في إحدى المدارس وراتبه لا يكفينا, مشيرا إلى أنه يكتفي في كل فصل أن يدفع الحد الأدنى من الرسوم, أما المتبقي منها "فالله تعالى يعين" على حد قوله.

أما الطالب علاء عبد الرحمن من قسم لغة عربية وإعلام في جامعة الأزهر فعبر عن قلقه من أن يضطر إلى تأجيل هذا الفصل, خاصة أنه لم يسدد ما عليه من مستحقات دراسية للفصول الماضية والتي تبلغ 640 ديناراً, موضحا أن والده لا يعمل منذ سنوات ولا يوجد مصدر دخل دائم للعائلة يمكن الاعتماد عليه في الدراسة الجامعية.

ولفت الانتباه في حديثه لـ"الرسالة" إلى أنه يحاول قدر المستطاع أن يخفف عن عائلته من خلال سعيه للحصول على منح أو قروض، متمنيا من الجامعات أن تراعي ظروف الطلاب وأهاليهم.

ضغوطات كبيرة

أما الطالب محمد شاهين من كلية التربية فيرى أن الجامعات الفلسطينية لا تراعي ظروف الطلبة وتلزمهم بدفع ما عليهم من مستحقات مالية, مبينا إلى أن الجامعات تلجأ إلى أساليب عديدة لتحقيق هذا الهدف مثل إغلاق صفحات الطلبة ومنعهم من التسجيل، وفق قوله.

واستشهد شاهين بأخيه الذي تخرج من الجامعة الإسلامية قبل سنتين ولكنه قد حرم من الحصول على الشهادة الجامعية لان عليه بعض المستحقات التي لم يستطع دفعها.

وقال:" هذا أسلوب غير حضاري ولا إنساني وأعرف جامعات تعطي الخريج شهادته حتى لو كانت عليه بعض المستحقات المالية على أن يسددها بعد حصوله على عمل"، مطالبا الجامعات بتغيير سياساتها.

جهود مبذولة

بدوره أكد عميد شؤون الطلبة في الجامعة الإسلامية د.كمال غنيم على أن أكثر من 14 ألف طالب وطالبة يعانون من إشكالية تراكمات الرسوم الدراسية في الجامعة الإسلامية, موضحا أن الجامعة بصدد معالجة هذه القضايا من خلال المنح والقروض والمساعدات الخارجية.

وقال في حديثه لـ"الرسالة" :" ستعتمد الجامعة أيضاً على المنح الخارجية التي قد تسهم في حل أزمة ألف طالب وطالبة آخرين, بالإضافة إلى بعض المنح والهبات الداخلية الصغيرة التي من المتوقع أن تحل مشكلة 500 طالب أيضا"، لافتا إلى أنه بذلك يمكن أن ينخفض عدد الطلبة الذين لا يستطيعون سداد ما عليهم من مستحقات.

ومن جهته أشار د. رياض العيلة عميد شؤون الطلبة في جامعة الأزهر إلى أن أكثر من ثلاثة آلاف طالب وطالبة يعانون من عدم مقدرتهم على سداد المستحقات المتراكمة عليهم، عازيا ذلك إلى الظروف المادية الصعبة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني في غزة.

وأوضح أن الجامعة تسعى من أجل تسديد الرسوم المتراكمة على الطلبة ومساعدة الطلبة من خلال عدد من القروض والمنح والمساعدات الخارجية التي تسعى لدعم الطالب.

أما جامعة الأقصى ومن خلال موقعها الجامعي بينت أنها تعتمد في تقديم المساعدات للطلبة على البحث الاجتماعي للطلبة حيث يتم تصنيف الطلبة الذين يحتاجون للمساعدة حسب حالاتهم الاجتماعية إلى خمس فئات، ويتم تقديم المنح للطلاب بناء على المساعدات الخارجية، لاسيما وأنها جامعة حكومية.

 

 

البث المباشر