قالت مجلة فورين أفيرز الأميركية إن أزمة الكهرباء تضغط على قطاع غزة بشكل لا مثيل له، وإذا لم تتم معالجتها فإن المرجح أن تنتهي بانفجار سياسي وكارثة إنسانية، بالإضافة إلى جولة أخرى من العنف بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأوضحت أن الخصومات الفلسطينية الداخلية، وغياب استراتيجية إسرائيلية طويلة المدى للتعامل مع حماس، والعجز الدولي، وعدم وجود عملية سياسية، أمور تفاقم مأزق غزة واحتمال انفجار صراع آخر حولها، وباختصار تقول المجلة إن غزة أوشكت على الوصول إلى نقطة اللاعودة على المستويين الإنساني والسياسي.
وأشارت المجلة إلى أنها لاحظت أن عمليات التصعيد بين حماس و"إسرائيل" خلال العشر سنوات الماضية تتبع نمطا واحدا تقريبا: تهدئة ثم تصعيد وانفجار تعقبه تهدئة، مضيفة أنه ومع أن إسرائيل ظلت تحاول بشكل متكرر ودون نجاح إبعاد حماس من السلطة من خلال عزل غزة، فإنها مستمرة في الاعتماد على نفس النظام من القيود، مفترضة أن الحصار الاقتصادي والعمليات العسكرية ستمنع حماس -الراغبة في حكم القطاع-من المبادرة بشن عمليات عسكرية ضد إسرائيل.
منطق خاطئ
وأضافت أن المضمر في هذا المنطق هو الاعتقاد بإمكانية الضغط على حماس بشكل يكفي لجعلها ضعيفة دون دفعها إلى اليأس وتجريدها من كل ما يمكن أن تخسره لدرجة أن تصير عصية على الردع. وقد أثبت هذا المنطق خطأه مرات عديدة.
بعد مرحلة "عملية عمود الدفاع" الإسرائيلية، تصرفت إسرائيل وفقا لمنطقين منفصلين لكنهما متعارضان، وفق المجلة. فمن جهة، تبنت إسرائيل فكرة أن الضغط الأكثر مما يجب على غزة يمكن أن تكون له نتائج عكسية، وأن إعادة البناء والمعونات الإنسانية يمكنها أن تلعب دورا رئيسيا في توفير مستوى من الاستقرار. ومن جهة أخرى، فإن الممارسات الفعلية لا تتسق مع تلك السياسة. فقد فرضت إسرائيل قيودا متزايدة على حرية التنقل للناس والسلع، خاصة منذ أواخر العام المنصرم.
وأشارت المجلة إلى أنه ورغم أن هذا النمط من الضغط المتزايد أمر عادي، فإن حجم الضغط الذي صُب على غزة خلال الأشهر القليلة الأخيرة ليس له مثيل في السابق، الأمر الذي يدفع بالقطاع إلى نقطة اللاعودة، موضحة أن الضغوط على غزة لا تأتي من إسرائيل وحدها، بل من مصر والسلطة الفلسطينية أيضا، وهذه الأخيرة تقوم مثلا باستقطاعات المرتبات للموظفين بالخدمة المدنية وإعلان خطة للتقاعد المبكر لعدد كبير من موظفي الأمن وخفض توريدات الأدوية والمعدات الطبية وخفض إمدادات الكهرباء من إسرائيل.
وقالت فورين أفيرز إنه من أجل تفادي وقوع كارثة إنسانية وحرب صيف أخرى بين إسرائيل وحماس، فإنه يجب على إسرائيل وقف خفض تزويد القطاع بالكهرباء في المقام الأول وتخفيف القيود الأخرى.
