قائمة الموقع

"الباب الدوار" مدخل عباس للقضاء على معارضيه وخصومه

2017-07-02T13:19:10+03:00
للرئيسي
الرسالة نت- محمود هنية

قبل عدة أسابيع فقط، كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس يرعد ويزبد في وجه النائب بالمجلس التشريعي خالدة جرار في اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لمواجهتها سلوكه ضد غزة، إذ قال لها "أنت ضيف غير مرغوب به".

وتقدّم الرئيس بطلب من الجبهة الشعبية لتغيير ممثلها في اللجنة التنفيذية، مطلب رأت فيه الأخيرة بأنه "تدخل سافر في شأنها"، وأعلنت في رسالة خاصة تقدمت بها الى مكتبه رفضها التام التدخل في شأنها، وفق ما أكدّته عضو المكتب السياسي للجبهة ليلى خالد.

خالد وفي حديث خاص بـ "الرسالة نت" قبل اعتقال جرار بأسبوع، قالت في رسالة تحد واضحة ومباشرة لعباس، "إن جرار ستبقى ممثلتنا شاء أبو مازن أم أبى"، مضيفة: "لا نسمح لعباس أو غيره أن يختار لنا من يمثلنا في التنفيذية".

وأضافت: "الجبهة بكل هيئاتها أقرت بقاء خالدة جرار ممثلة لها في اللجنة التنفيذية، وأبلغنا الرئيس بهذا القرار في رسالة بعثت إليه". وقالت: "لن نسمح لأحد كائن من يكن أن يتدخل في شؤوننا، ودعوة عباس لتغييرها تدخل سافر في شؤون الجبهة لن نسمح به، ونحن فقط من نختار ممثلينا في هذه الهيئة أو تلك".

وأرجعت تهجم عباس على النائب خالدة جرار في اجتماعات اللجنة التنفيذية للمنظمة؛ "لأنها تمثل الجهة التي تقول لا"، مضيفة" في اللجنة التنفيذية هناك من يواجه وهناك من يصمت للأسف".

وأشارت خالد إلى أن عباس رفض تمثيل جرار للجبهة في اجتماعات التنفيذية، مضيفة: "هذا لا يحق له ولا بد من مواجهة تفرده وهيمنته الشخصية".

وأكدّت خالد أن "عباس لا يحق له أن يتدخل أو يطلب من حيث الأصل تغيير هذا الشخص أو ذاك، وليس من المقبول أن يتحدث بهذه اللغة مبدئيًا".

وردًا على سؤال حول خشيتها من التنسيق الأمني الذي يمكن أن يغيب جرار في سجون الاحتلال، أجابت: "التنسيق الأمني سلّم من قبل الأمين العام للجبهة والرفاق إلى الاحتلال، هذه محطات مؤلمة وموجعة يجب أن تتوقف عنها القيادة المتنفذة، ولا يمكن أن نسمح لأحد ليختار لنا من يمثلنا ونحن نحترم ونقدر المناضلة خالدة".

وبعيد اعتقال جرار بساعات، تساءل عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية رباح مهنا، إن كان اعتقالها جاء " نتيجة للتنسيق الأمني البغيض والذي يهدف هذه المرة إلى إسكات كل الأصوات الحقيقية المعارضة لصفقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب"، كما قال.

وكان عبد العليم دعنا عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية، قد روى لـ "الرسالة نت" تفاصيل المشادّة الكلامية بين رئيس السلطة محمود عباس وخالدة جرار ممثلة الجبهة، قائلاً: "إن أبو مازن خاطب جرار أثناء الاجتماع بالقول: "لن أتوقف عن اعتقال كل من يطلق رصاصة على "إسرائيل"، ولن أوقف التنسيق الأمني جكر فيك"، وفق تعبيره.

وذكر دعنا لـ "الرسالة نت"، أن عباس أصرّ على إجراءاته ضد قطاع غزة، قبل أن تقاطعه جرار قائلة: "الوطن ليس مزرعة لك لتتحكم به وفق مزاجك".

وحول إمكانية أن تتآمر السلطة على اعتقال جرار، كما فعلت عام 2015، أجاب دعنا: "السلطة تدرك أن هذه فضيحة لها، خاصة أن الاعتقال الأول جاء عقب مشادة مماثلة".

يذكر أن سلطات الاحتلال كانت قد اعتقلت جرار في شهر إبريل 2015، وحوّلتها إلى "الاعتقال الاداري" لمدة 15 شهرا.

القيادي في الجبهة الشعبية زاهر الششتري، أكدّ من جانبه أن السبب الرئيسي والمباشر لاعتقال جرار هو رفضها الواضح للتنسيق الأمني وعودة المفاوضات مع الاحتلال، ودورها في مواجهة القيادة المتنفذة لمنظمة التحرير في اجتماعات اللجنة التنفيذية.

وقال الششتري لـ "الرسالة نت": "من الواضح أن التنسيق الأمني ورفضها لتفرد القيادة المتنفذة واستمرار الجبهة في مواقفها الرافضة للعودة إلى المفاوضات والإجراءات ضد غزة هي الأسباب المباشرة لاعتقالها".

وذكر أن رفض الجبهة للعقوبات المفروضة على غزة، ومطالبة جرار قيادة السلطة بتنفيذ قرارات المجلس المركزي وفي مقدمتها إنهاء صيغة الارتباط بالاحتلال الإسرائيلي وخاصة التنسيق الأمني، "كلها أسباب كانت تدرك الجبهة أنها ستدفع ثمنها سياسياً وميدانياً"، وفق تعبيره.

وأضاف: "التفرد يتسع ويجب ان يكون هناك محور قوة في الساحة الفلسطينية رافض لهذا السلوك". وتوقع أن تزداد شراسة الاعتقال ضد معارضي السلطة في ظل الاخبار المتوالية عن مفاوضات سرية تجرى بين قيادة المنظمة والاحتلال، وفي ظل ما يعلن عن طبخة إقليمية بالتنازل عن أراضٍ فلسطينية واسعة وحائط البراق.

ورغم إدراك الجبهة الشعبية حقيقة الدوافع والكواليس التي تقف خلف اعتقال جرار، والتي باتت عمليا تتمثل في سياسة بواب الدوار المفتوح، إلّا أنّ صمت بقية الأطراف في اللجنة التنفيذية يجعلها تقف وحيدة في مواجهة تفرد أبو مازن.

وكانت ليلى خالد قد قالت إن "جرار وحدها من صرخت في وجه الرئيس ضد اجراءاته، بينما التزم الآخرون الصمت وهنا مثار تساؤل واستغراب".

وليست جرار وحدها من اعتقلتها قوات الاحتلال على خلفية صراعهم السياسي مع عباس، فمن قبل حمّل "التيار الإصلاحي" في حركة "فتح" السلطة مسؤولية اعتقال الاحتلال للقيادي جمال أبو الليل، على خلفية معارضته السياسية لعباس في البيت الفتحاوي.

اخبار ذات صلة