لا يبرأ المواطن الفلسطيني وتحديدا الغزي من التعرض للسعات السياسية والاقتصادية من القريب قبل الغريب، حتى تركت لسعات هذا الزمان آثارا على جسده ونفسه وحياته، بينما يواجهها بسخرية المقهور.
لسعات هذا الصيف منذ بداياته كانت حادة وقاسية ابتداء من إجراءات محمود عباس ومن خلفه الاحتلال، وليس انتهاء بلسعات الحر وقناديل البحر التي غزت شواطئ غزة قبل أوانها بأنواع واعداد أكبر من المعتاد في ظاهرة وصلت الشواطئ المصرية بشكل غير مسبوق مما استدعى تدخل وزارة البيئة المصرية وتشكيل مجموعة عمل "علمية" للتعامل مع هذه الظاهرة.
المختصون يقولون إن من أبرز الأسباب التي ساهمت في انتشار قناديل البحر بهذه الأعداد الكبيرة ارتفاع درجات الحرارة وبالتالي وجود بيئة ملائمة لتواجدها لفترات أطول، ووفرة الغذاء المناسب للقناديل خاصة خلال الصيف، وتجمعها للتكاثر، إلى جانب زيادة نسبة الملوثات العضوية في المياه، والانخفاض المتزايد للكائنات التي تفترس قنديل البحر مثل السلاحف البحرية.
بل ذهب خبراء لتفسير الظاهرة بالإشارة الى أن قناة السويس كانت تمتلك حاجزا طبيعيا لمنع غزو قناديل البحر وغيرها من الأنواع البحرية، لكن أعمال التوسعة الأخيرة في القناة دمرت هذا الحاجز الطبيعي، وسهلت انتقال الحيوانات البحرية من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط.
لسعات القناديل ولسعات السياسيين تتشابه وتختلف حسب نوعية هذه الكائنات مع العلم أن هناك أكثر من 200 نوع من القناديل، تتفاوت أضرارها من الإصابة بحساسية على جلد الانسان إلى التسبب بالموت.
الغزيون يواجهون اليوم قناديل وقيادة تلسعهم في رزقهم وصحتهم وفوق كل هذا في حريتهم...
إنهم حيوانات من الرخويات يصنف في شعبة الاسفنجيات يشبه الجيلى أو الهلام وهو بسيط غير معقد حيث يحتوي على رأس ونظام هضمي وأعضاء تركيبية يتبع فصيلة اللافقاريات.
أخطر ما في هذه الكائنات التي تحاصرنا وتؤذينا أنه ليس لها عقل ولا قلب ولا عظام ولا دماء ولا خياشيم أو عيون. مع ذلك فهي تحس بالخطر وتتذوق الطعام وتتفاعل وتدرك الضوء وتتوازن وتسبح وعندما يهاجم أحدها فإن سمه يمكن أن يقتل الإنسان في أقل من خمس دقائق.