قائد الطوفان قائد الطوفان

دراسة: القصف الإسرائيلي أبقى مواد مسرطنة بأجساد فلسطينيي غزة

عمان-الرسالة نت

 

 لم تنته آثار العدوان الإسرائيلي على فلسطينيي غزة بانتهاء الحملة العسكرية على القطاع، فأجساد الشهداء والجرحى رسخت فيها بقايا مواد سامة ومسرطنة خطيرة، حسب دراسة علمية حديثة.

 

وحسب "الجزيرة نت" فقد استندت الدراسة التي أعدها باحثون غربيون بمشاركة أطباء فلسطينيين- إلى تحليلات مخبرية جديدة ومقارنة نتائجها بأبحاث سبق أن أجراها باحثون وخبراء يعملون في جامعات إيطالية وأوروبية.

 

ويؤكد مدير مستشفى الجراحة في مجمع الشفاء الطبي بغزة أحد الأطباء المشاركين في الدراسة صبحي سكيك وجود مواد سامة ومسرطنة في أجساد الشهداء والجرحى والمواطنين والتربة في قطاع غزة ممن كانوا عرضة للاستهداف الإسرائيلي أو على مقربة منه خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة.

 

أوضح أن البحث اعتمد على نتائج 18 عينة أخذت من أنسجة أجساد 15 شهيدا وجريحا خلال فترة الحرب، وحللت في مختبرات أوروبية، وأظهرت وجود مواد سامة ومسرطنة ثقيلة لها آثار جانبية خطيرة، كما أظهرت نتائج عينات أجريت على التربة تلوثها أيضا بمواد مسرطنة.

 

وبحسب الطبيب الفلسطيني، فبعد تسعة أشهر من انقضاء الحرب على غزة أثبتت عينات أخذت من شعر 95 فردا، بينهم أطفال ونساء لم يتعرضوا بصورة مباشرة للأسلحة المحرمة دوليا في مناطق مختلفة من القطاع، وجود عناصر سامة بنسب أعلى بكثير من معدلاتها الطبيعية.

 

وأشار سكيك إلى أنه تبين من خلال المقارنة بين نتائج عينات سابقة أخذت قبل الحرب الأخيرة، ونتائج عينات مماثلة أخذت بعد الحرب وجود تركيز عال من المواد الثقيلة المسرطنة التي تصل إلى آلاف الأضعاف عن السابق.

 

واعتبر أن أهمية البحث تكمن في أنه رسالة تنبيه للعالم ليتعرف على ما تستخدمه إسرائيل ضد البشر من أسلحة محرمة دوليا من أجل إدانتها في المحاكم الدولية.

 

من جانبه تحدث رئيس قسم الحروق بمجمع الشفاء الطبي نافذ أبو شعبان، وهو أحد المشاركين في الدراسة، عن وجود تأثيرات خطيرة تسببها المواد السامة كالإصابة بالسرطان وبأمراض تؤثر على وظائف الكبد والكلى وتؤثر كذلك على معدل الخصوبة وحدوث الإصابة بالعقم بين النساء والرجال.

 

وبيّن أبو شعبان أن من أبرز المواد السامة التي عثر عليها في أجساد المصابين والشهداء هي الأرسين واليورانيوم والكاديميوم والزئبق والكروم والزنك والنيكل والكوبالت والنحاس والرصاص، وغيرها من المعادن المسرطنة الخطيرة التي نتجت عن استخدام الأسلحة المحرمة دوليا.

 

وذكر أن البحث واحد من الأدلة الدامغة التي تؤكد استعمال الاحتلال أسلحة احتوت مواد مشعة كالفوسفور الأبيض واليورانيوم بشكل واسع ضد المدنيين إلى درجة أنه يمكن القول إن غزة تحولت إلى حقل تجارب للأسلحة الإسرائيلية والأميركية.

 

من جانبه حذر أستاذ البيئة وعلوم الأرض بالجامعة الإسلامية في غزة زياد أبو هين من خطورة العناصر السامة التي تم اكتشافها على النظام البيئي والصحي والمنتجات الزراعية التي يتناولها الإنسان بفعل تسرب المواد المسرطنة إلى المياه الجوفية والتربة.

 

وأكد أبو هين أن تأثيرات التلوث سوف تمتد لعشرات السنوات كون المواد المسرطنة التي تسربت إلى التربة استقرت فيها وسيكون من الصعب تحللها، وستحتاج غزة إلى مئات السنين للتخلص من آثارها الضارة.

 

ويؤكد مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان عصام يونس أن أبحاث وتقارير مؤسسات حقوق الإنسان والمراقبين حول الحالة الميدانية في قطاع غزة بينت أن إسرائيل استخدمت أسلحة محرمة دوليا خلال عدوانها.

 

وذكر يونس أن المؤسسات الحقوقية تبذل جهودا حثيثة ومتواصلة على الصعيدين المحلي والدولي من أجل جمع المعلومات والأدلة والإثباتات ودراسة كافة الخيارات القانونية المتاحة من أجل إعداد ملف قانوني لإدانة إسرائيل ومحاكمتها على ارتكابها جرائم حرب ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة.

 

البث المباشر