أكدّت الفصائل الفلسطينية على أهمية اعلان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وقف الاتصالات مع إسرائيل، لكنها شددت على ضرورة ترجمة خطاب عباس الى خطوات عملية وفي القلب منها وقف اجراءاته العقابية ضد غزة، والدعوة لعقد الاطار القيادي الوطني والافراج عن المقاومين واطلاق يد المقاومة في الضفة وتبني استراتيجية وطنية قائمة على مواجهة الاحتلال.
وقالت الفصائل في تصريحات خاصة بـ"الرسالة نت" إنّ خطاب عباس ليس كافيًا ويحتاج لإجراءات وخطوات تترجم مصداقيته خلال الأيام القادمة.
حركة حماس اكدّت أن قطع الاتصالات وحدها خطوة ليست كافية، بل المطلوب هووقف التعاون الأمني بشكل كامل والى الابد مع الاحتلال، وتحقيق الوحدة الوطنية وتطبيق المصالحة وفق اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة والشاطئ.
وشدد إسماعيل رضوان القيادي بـحماس لـ" الرسالة نت" على ضرورة دعوة الاطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية لـمجابهة الاحتلال، والاعتداءات على الأقصى وتطبيق المصالحة الوطنية ولترتيب البيت الفلسطيني.
كما طالب رضوان عباس بالتحرك العاجل على الصعيد الدولي لرفع قضايا ضد قادة الاحتلال في محكمة الجنايات العليا؛ لارتكابهم جرائم حرب ضد المقدسات وشعبنا الفلسطيني وفق اتفاقية روما التي انضمت اليها السلطة.
وحثّ السلطة على رفع يدها عن المقاومة والافراج عن المقاومين المعتقلين لديها للدفاع المسجد الأقصى، وذلك كترجمة عملية على صدق توجهات عباس في إعلانه قطع الاتصالات مع الاحتلال.
وأكدّ رضوان على ضرورة وقف عباس لكل اجراءاته "اللا أخلاقية واللا وطنية" تجاه غزة، والتي تمثلت في قطع الكهرباء والرواتب والتحويلات الطبية والتقاعد المبكر وغيرها من العقوبات التي اقرها مؤخرا.
وقال رضوان "من أراد قطع العلاقة بالاحتلال عليه تعزيز وحدة الشعب الفلسطيني وتماسكه"، متسائلا " من يستمر بعقاب شعبه كيف سيحقق الوحدة؟".
وأيّده القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" أحمد المدلل الذي أكدّ أن خطاب عباس على أهميته يحتاج الى وقفات وترجمات عملية وفي القلب منها الدعوة لعقد حوار وطني شامل واللقاء مع الفصائل لوضع برنامج وطني يواجه الجرائم الإسرائيلية.
وقال المدلل في تصريح خاص بـ"الرسالة نت" إنّ "الرئيس أبو مازن مطالب بأن يختم حياته بخطوات متقدمة توصله نحو الجنة، لا أن يذكره التاريخ في طريق المفاوضات التي دمرت المشروع الوطني الفلسطيني".
وأكدّ المدلل أن خطوة قطع الاتصال مع (إسرائيل) تحتاج لوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال وإعلان وقف المفاوضات واحتضان خيار الشعب المقاوم وانتفاضة القدس التي توجت بعملية طعن ثلاثة جنود قرب مستوطنة برام الله، التي جاءت كرد طبيعي على جرائم الاحتلال.
وذكر أن خطوات عباس تحتاج لرفع كل ما اتخذ من إجراءات ضد غزة ووقف الحصار المتمثل بوقف الحصار والكهرباء والمرتبات واحتضان القطاع الذي يعتبر المخزون الاستراتيجي للشعب الفلسطيني.
من جهته، أكدّ طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية أن خطاب عباس على الصعيد الداخلي يمر عبر طريقين اما دعوة الاطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير او دعوة اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني التي اجتمعت في بيروت قبل عدة اشهر لاستكمال بحث كيفية عقد المجلس وصولا لتشكيل حكومة وحدة وطنية وتبني استراتيجية وطنية جامعة.
وقال أبو ظريفة لـ"الرسالة نت" إن وقف الإجراءات العقابية بحق غزة يجب توقفها كاملة، وتبحث الحكومة كل افرازات حالة الانقسام الممثلة بقضايا الموظفين ووحدة المؤسسة وإعادة الاعمار وفتح المعابر واجراء الانتخابات الشاملة وفق التمثيل النسبي الكامل ضمن برنامج وطني يضمن وحدة النظام السياسي الفلسطيني.
يذكر أن الرئيس عباس قد اتخذ إجراءات عقابية ضد غزة في مقدمتها قطع الرواتب والأدوية والكهرباء، وادّى قرار وقف التحويلات الطبية لاستشهاد 19 فلسطيني.