الحديث عن نصر وهزيمة بعد قرار الاحتلال إزالة البوابات الالكترونية سابق لأوانه، فالمعركة مازالت مستمرة وما يقوم به الاحتلال من اعتداءات وجرائم مستمر، والمواجهة مع المحتل قائمة ولم تنكفئ، وعلينا أن نستمر في معركة التصدي والمواجهة كي يعود الاحتلال عن جرائمه بحق الأقصى والقدس من محاولة فرض سياسة الامر الواقع والبدء بسياسة التقسيم الزماني والمكاني للوصول إلى مرحلة متقدمة من التهويد للمسجد الاقصى وصولا إلى مرحلة الهدم وبناء الهيكل المزعوم ومع الأسف يتم ذلك بتواطؤ عربي دولي.
أحداث الاقصى كشفت بما لا يدع مجالا للشك الوجوه والسياسات أمام الشعب الفلسطيني الذي أدرك أن لا رهان على النظام العربي الذي اعتبر أن ما تقوم به سلطات الاحتلال شأنا (إسرائيليا داخليا) وهذا اقرار واعتراف واضح بحق المحتل بالقيام بكل ما يريد تحت حجة مكافحة الارهاب.
الشعب الفلسطيني في القدس والذي انتظر كثيرا العرب والمسلمين بات اليوم أمام حقيقة أنه وحده، ووحده فقط من يواجه المحتل، لذلك تحرك واعتصم ورفض الاجراءات الاحتلالية من بوابات إلكترونية وكاميرات ذكية، واجبر الاحتلال على إزالة البوابات وسيجبره على تفكيك الكاميرات، وأكد انه مستمر في الصلاة خارج المسجد الاقصى وعلى ابوابه، وهذه الحشود على باب الاسباط هي دليل واضح على إصرار الشعب الفلسطيني على مواصلة تحديه وتصديه للمحتل ونصب عينيه العمل على إجبار المحتل على التراجع عن كل الاجراءات وعودة الاوقاف الاسلامية لتولي شأن المسجد الاقصى ورفض فرض السيادة الاحتلالية على الأقصى.
ورغم القمع الصهيوني لعشرات الالاف من المقدسيين والفلسطينيين ممن احتشدوا عند باب الاسباط إلا أن هذا القمع المدجج بالأسلحة المختلفة لم يمنع المحتشدين من الاستمرار في الاعتصام بل اصبحت الاعداد مضاعفة والدعوة لمزيد من الحشد مستمرة.
علينا ان لا ننخدع بما يسمى صفقة جرت بين النظام الاردني والاحتلال بعد جريمة السفارة الصهيونية وأنها كانت سببا في تفكيك البوابات، هذه كذبة كبرى لأن سبب تفكيك هذه البوابات السوداء هو الدماء التي سالت في القدس ومن حولها وهذا الحراك الشعبي الفلسطيني والعربي والاسلامي، أما دماء الاردنيين اللذين قتلا على الارض الاردنية وبيد صهيوني ويسلم للاحتلال ويلتقيه نتنياهو كبطل قومي يهودي، هذه الدماء تم التفريط فيها من أجل مصالح الملك وحاشيته بعد التهديدات الامريكية.
نعم، ما حك جلدك مثل ظفرك، ولن يجبر الاحتلال على التراجع إلا المزيد من المواجهة والتصدي والرفض الفلسطيني حتى لو تطلب ذلك مزيدا من الشهداء والجرحى، أما دون ذلك فلن يكون الا وسائل مساعدة يمكن ان تسند الشعب الفلسطيني في تحركاته ولكن المعول عليه هو ابناء الشعب الفلسطيني وخاصة المقدسيين منهم وبعد ذلك من يأتي من العرب والمسلمين فهذا شرف له ويسجل لحسابه عند الله أولا ثم عند الشعب الفلسطيني، اما أولئك الذين يتآمرون على الشعب الفلسطيني ويسعون للتطبيع والاعتراف به فهم كما الكيان الصهيوني إلى زوال بإذن الله.
ليكن حراكنا من أجل القدس وغضبة لها وأن نوحد كافة الجهود الفلسطينية وخاصة داخل فلسطين المحتلة من أجل الاستمرار في الفعاليات الرافضة للإجراءات الصهيونية والعمل على تكثيف الرباط والاستجابة للدعوات المخلصة التي ترفض الصلاة في المسجد الاقصى وفرض السيادة اليهودية تمهيدا لتحقيق اكذوبة الهيكل وجبل الهيكل.
ستبقى القدس والاقصى اسلامية عربية فلسطينية وستعود بإذن الله إلى أهلها وعندها سنعلن النصر بعد أن نحق الحق ونطرد المحتل ونقيم الدولة على كامل التراب وعاصمتها القدس شاء من شاء وأبى من أبى بعز عزيز أو بذل ذليل وما ذلك على الله ببعيد.