اعتبر مشاركون بمنتدى عقد أمس الخميس في مجلس الشيوخ الفرنسي لبحث الأزمة الخليجية أن الهدف الرئيسي من وراء الأزمة هو إخضاع دولة قطر.
وناقش المنتدى الأسباب الفعلية الكامنة وراء إقدام دول الحصار على إثارة أزمة غير مسبوقة مع دولة قطر، كما ناقش رهانات الأزمة وتداعياتها على الحريات، وشارك فيه نخبة من الباحثين في العلاقات الدولية ومختصون بالشؤون العربية، كما حضره إعلاميون ووجوه من المجتمع المدني في فرنسا.
وخلال الندوة اعتبر بعض المتحدثين أن الأزمة الحالية تهدف فقط لإخضاع دولة قطر وتحجيمها دبلوماسيا، وأكدوا أن تسييس الإعلام باستهداف الجزيرة يتعارض مع قيم الحرية، مطالبين الحكومات الغربية بدعم قناة الجزيرة أيا تكن المآخذ على ما تبثه.
من جهته، قال رئيس مركز الاستشراف الإستراتيجي في باريس لويك تريبو إن هناك أسبابا عدة تقف وراء الأزمة بين الدول الخليجية، أولها انهيار أسعار البترول الذي أدى إلى مراجعة معايير الاحتواء السياسي.
والسبب الثاني برأيه سياسي، حيث تتبنى دولة قطر موقفا متحررا في خطابها، وهو ما أزعج -برأيه- عددا من زعماء دول الجوار.
وبرأي تريبو، فإن الأزمة أظهرت نجاعة الاقتصاد والخطاب السياسي القطري المستقل، وهو ما أدى إلى فرض سياسة العقوبات.
لكن الباحث الفرنسي عبر عن استغرابه من فرض إملاءات على دولة ومحاولة إجبارها على الخضوع، وهو ما يشكل مفارقة في القانون الدولي، الأمر الذي يطرح التساؤل إزاء ما إذا كان يجب على بعض دول الخليج أن تكون منقوصة السيادة.
يشار إلى أن السعودية والإمارات والبحرين إضافة لمصر قررت في 5 يونيو/حزيران الماضي قطع العلاقات مع دولة قطر، وقررت الدول الخليجية الثلاث فرض حصار عليها، وقدمت لاحقا لائحة تضمنت 13 مطلبا، من أبرزها إغلاق شبكة الجزيرة، لكن الدوحة أعلنت رفضها للائحة، ودعت إلى الحوار لحل الأزمة.