لازال الزعماء العرب على ما يبدو أنهم لا يفهمون طبيعة الاحتلال وخاصة من يقيم معه علاقات علنية أو سرية ، ويظنون أن هؤلاء يلتزمون بالأعراف والمواثيق والمعاهدات ، رغم أن الله بين لهم طبيعة يهود في القرآن الكريم ، في قوله تعالى " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ .،وفي قوله تعالى "أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ" هاتان آيتان تكشفان طبيعة يهود ، هذه الطبيعة التي أخبرنا بها ربنا سبحانه وتعالى وهو الذي خلق الخلق ويعلم كل مخلوق وطبيعته وهو القائل "أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ".
وما نود الاشارة إليه هو هل هؤلاء الزعماء العرب يؤمنون بما قاله الله تعالى أم يعتبروه كلاما ليس عصريا ولا يتماشى مع مفاهيم الحضارة الغربية ويتناقض مع قوانين ومفاهيم وضعية؟ أم أنهم لا يفهمون قول الله تعالى في طبيعة يهود وتركيبته النفسية وعلاقاتهم مع غير اليهود ولا يرون أن الدين له علاقة أو تأثير على العلاقات الدولية، وان الفصل بين الدين والسياسة هو المبدأ الذي يسيرون في كل شئون حياتهم.
وهنا سأذكر ثلاثة قضايا تؤكد حاضرة بيننا يؤكد على طبيعة يهود وكيف ينظرون للغير ويتعاملون معه ولعل حادثة السفارة (الاسرائيلية) في عمان والتي ادت إلى مقتل أردنيين على يد حارس في السفارة هذا الحارث شارك في قتل الفلسطينيين يوم كان جنديا يقاتل خلال عدوان 2014، وها هو اليوم يمارس طبيعته الارهابية في قتل الاردنيين رغم العلاقات الدبلوماسية والسلام الموهوم بين الجانبين، والشهد في الموضوع هو طريقة التعامل من قبل سلطات الاحتلال مع الجريمة سواء خلال وجود القاتل في السفارة أو بعد ترحيله إلى الكيان بعد تدخل الادارة الامريكية ، وكيف استقبل نتنياهو القتل وكأنه بطل قومي ولعل الجميع قرأ مضمون المكالمة الهاتفية التي جرت بين نتنياهو والسفيرة على جسر الملك حسين عند خولها وطاقم السفارة الاراضي المحتلة، والتي تحدث فيها مع الجندي القاتل مهنئا بالسلامة وسائلا عن إذا ما تواصل الجندي مع عشيقته لتحديد موعد اللقاء ، والسؤال هل اعار نتنياهو اهتماما للعلاقات والاتفاقيات والاعراف الدبلوماسية والقوانين الدولية والمواثيق بين الجانبين أم تعامل بفوقية وبعنصرية دون مراعاة لا للملك ولا للشعب وتعامل وفق القانون اليهودي على أن ما دون اليهود فهو من الاغيار يجوز قتله والتعامل معه باحتقار وأن الدم اليهود والجنس اليهود مقدس.
والشاهد الثانية في مصر والتي تربطها مع الاحتلال معاهدة كامب ديفيد والتي بموجبها اعترفت مصر بالاحتلال واقامت معه علاقات طبيعية وتبادلت معه السفارات والزيارات وفتحت ابوابها لليهود للدخول والخروج بحرية كون أن العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين الجانبين تفترض قيام علاقات طبيعة وتعاون ، ولكن هل التزم يهود بالمعاهدات والمواثيق ، أم لم يقتنع يهود بالعلاقات القائمة وفق القوانين المتعارف عليها؟، والحقيقة أن اليهود لم يعتقدوا ذلك بدليل عدد الجواسيس اليهود أو من جندهم الموساد للعمل في الاراضي المصرية والذين اكتشف أمرهم سواء اعتقلوا أو اطلق سراحهم رغم وجود علاقات وتعاون أمني عال المستوى بين الجانبين لا يحتاج فيه يهود تجنيد عملاء أو ارسال عملاء منهم ، لأن حالة الحرب والعداء انتهت وعم السلام بين الجانبين ، ولكن طبيعة يهود لا يؤمنون بأحد.
الشاهد الثالث هو ما حدث في الامارات عندما استبيحت أراضيها من قبل الموساد الصهيوني رغم العلاقات والتعاون بين الجانبين والذي يتم بشكل سري أو غير معلن، وسأفترض عدم التواطؤ بين الامارات والصهاينة في جريمة اغتيال الشهيد محمود المبحوح بتعاون من أطراف فلسطينية لعبت دورا كبيرا في تنفيذ عملية الاغتيال.
ولو بالفعل الصهاينة اليهود يؤمنون بالمواثيق والاعراف الدبلوماسية والعلاقات مع الغير لما قاموا بتنفيذ جريمة اغتيال على أراضي دولة مفترض أنه صديقة ومتعاونة ويوجد معها علاقات دبلوماسية حتى ولو كانت في الخفاء ولكنها قائمة بين الجانبين.
هذه الشواهد الثلاث على الطامعين في اقامة علاقات وتطبيع مع الصهاينة اليهود أن يدركوها ويدركوا أن طبيعة يهود الغدر والخيانة وعدم الالتزام بالعهود والمواثيق وأن الدم اليهود والمصلحة اليهودية مقدمة على كل شيء قانونهم في ذلك أن هذا الكون خلق من أجلهم ولخدمتهم وأن كل من عليه هم خدم لهم وخلقوا من أجلهم.