التين الشوكي فاكهة الغلابة في ليالي الصيف

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

خانيونس-نور الدين الغلبان

مع كل إشراقة شمس يوم جديد؛ يعتاد الخمسيني محمد النجار ركوب عربته التي يجرها حمار حيث أرضه الواقعة في منطقة الفراحين ببلدة عبسان الجديدة شرق محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، لقطف ثمار التين الشوكي أو ما يعرف (بالصبر).

وبهمة وعزيمة يستغل أبو أحمد وجود قطرات الندى على ثمار التين الشوكي، ممسكاً بأداة يدوية الصنع تستخدم لقطف الثمار بشكل أسرع.

وتبدأ عملية قطف الثمار بعد صلاة الفجر وحتى الساعة السابعة صباحاً، مستغلين عدم وجود الرياح التي تجعل الأشواك الناعمة تتطاير على أجسادهم وملابسهم.

ويعتبر أبو أحمد موسم قطف ثمار الصبر (التين الشوكي) مصدر رزق يتحصل به على بعض الشواكل لسد بعض من رمق واحتياجات أسرته المكونة من 8 أشخاص.

ويخرج مع النجار بعض من أبنائه لمساعدته في قطف الثمار وتنظيفها من الأشواك التي تكسوها من الخارج، بواسطة بعض من ورق الخروع أو بعض الأعشاب البرية المعروفة لديهم.

ويتخذ أبو أحمد من هذه الفاكهة التي ينتظرها بفارغ الصبر باباً لكسب قوته؛ كونه يشكل دخلاً خاصاً له ولعائلته في هذا الموسم.

وما إن ينتهى النجار وابنائه من قطف وتجهيز الثمار وتعبئتها في أوان خاصة، يخرج أبو أحمد برفقة ابنه الأصغر لبيعها على عربته في الحارات والمناطق المجاورة للبلدة.

ويصل سعر الدلو الواحد من التين الشوكي حسب النجار إلى دولارين ونصف، موضحاً ان الموسم قد شارف على الانتهاء.

ونظراً للظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها سكان قطاع غزة، يتجه العديد من المواطنين في المناطق الشرقية لكسب قوت يومهم من موسم التين الشوكي، علهم يحصلون على مصروفهم اليومي.

ويلفت أبو أحمد أنه وفي الآونة الأخيرة، قام بزراعة مساحة 30 مترا من نبات الصبار على طول ارضه البالغة ثلاثة دونمات ليتحصل منه على بعض الرزق، موضحاً ان الكثير من الناس بدأوا بإزالة هذه النبتة بسبب الحركة العمرانية الكثيفة؛ الأمر الذي سيؤدي إلى تناقصها.

ويقول بعد أن فرغ من تنظيف الصبر من الأشواك الناعمة:" استغل موسم الصبر كونه يمثل مصدر رزق لعائلتي واحصل منه على بعض من مصروف العائلة، كونه يمتد شهرا كاملا".

ويعتبر أهالي المناطق الشرقية موسم التين الأرضي والتين الشوكي مصدر رزق أساسي لهم، خاصة في ظل عدم وجود فرص عمل كافية بسبب الحصار المفروض على غزة منذ سنوات.

وينتشر باعة التين الشوكي بعرباتهم خلال الصيف، على مفارق الطرق وعلى أرصفة الشوارع وفي الأسواق، ويلتف حولهم عشاق هذه الثمرة الصغيرة والتي يطلق عليها "فاكهة الغلابة".

ويقول الشاب محمد الفرا لمراسل "الرسالة" وهو يقف بجانب إحدى العربات الخاصة ببيعها: الصبر فاكهة محببة إلى نفسي، وأستمتع والأسرة بمذاقها الحلو، وانتظر الموسم، ولا أذكر أن منزلي خلا منها يوما، وأقدمها كضيافة مرموقة".

ويعبر الشاب عن سعادته عند تناول هذه الثمرة؛ خاصة عندما تكون مع ساعات المساء وقد اجتمع برفقة أسرته وبدأ السهرة بهذه الفاكهة المحببة إلى قلبه.

وإلى جانب طعمه اللذيذ فإن له فوائد صحية كثيرة، حيث يحوي الكثير من الفوائد التي قد يجهلها الكثيرون.

ويعتبر التين الشوكي من أكثر الفواكه التي تساعد على التخلص من الاكتئاب ومنح السعادة والاطمئنان، كما يساعد في خسارة الوزن الزائد وذلك بسبب قدرته على المساعدة في هضم المواد الغذائية التي تحتوي على الدهون، إلى جانب أنه يمد الجلد بالكولاجين ما يجعل البشرة صحية ونضرة وشبابية، وأيضاً يعمل على خفض نسبة السكر في الدم، ما يجعله مناسباً لمرضى السكري.

البث المباشر