بصيرة

'fdfm
'fdfm

موقع القصة العربية القصيرة

إبراهيم مضواح الألمعي 

 

لدى خروجها من غرفة المريضة المحوَّلة إلى القسم حديثًا، تفاجأت به يقصد الغرفة ذاتها، ظنَّته لأول وهلة قصد مفاجأتها بزيارته في المستشفى، خففت رؤيته من ألمها لتأخر حالة المريضة، سرَّها أن يراها بالرداء الطبي، والسماعة تتدلى على صدرها، رحَّبت به، وأرادت أن تدعوه إلى عيادتها، فهما في حكم المخطوبين، وإن لم يجاوز الأمر بضع زيارات برفقة أخته، واتفاقه مع أمها بأن يتم الزواج في هدوء، فحالة زوجته الأولى الصحية لا تسمح بأن يبالغ في الفرح بزواجه الجديد، تبعها خطوات، ثم استأذنها في تردد ليدخل الغرفة التي خرجت منها للتو، وأردف بسؤال عن حال المريضة!

-        وهل تعرفها؟

-        إنها زوجتي..

حاولت ضبط انفعالها وهو يحدثها عن الجهد الذي بذله لينقلها إلى هنا، ليطمئن إلى أنها تحظى برعاية إنسانية من أرق طبيبة في الدنيا، ولكي يستطيع رؤيتها كلما زار زوجته، رافقته وتحدَّثت أمام زوجته بتفاؤل مصطنع، ثم تركتهما وغادرت إلى عيادتها..

 

في عيادتها حدَّثته عن حال زوجته المتأخرة، ولكن الأمل يجب أن يستمر، أبدى أسفه لهذه الحال، ورجاها أن تبذل ما تستطيع لتخفيف آلامها، وأكدت أن هذا واجبها، وأنها لا تحتاج توصية ولا رجاء، وعندما تطرق في حديثه إلى علاقتهما وما يتعلَّق بترتيبات زواجهما صدَّته بحزم، فدهش ولكنه قدَّر أنها من أولئك الذين يرفضون الحديث عن الحياة الخاصة في مكان العمل، سرعان ما بدَّد ظنَّه هذا تأكيدُها بأن علاقتهما قد انتهت منذ اللحظة التي اكتشفت فيها أنها طبيبة زوجته، وأن ضميرها لن يسمح لها بأن تنظر بإحدى عينيها إلى مريضة وعينها الأخرى على زوجها، حاول إقناعها بأن هذه رغبة زوجته منذ تدهورت صحتها، أنهت حوارهما بقولها: "أرجوك انس الموضوع" أتْبَعَتْ هذه الجملة بإشارة إلى الممرضة بأن تُدخلَ المريضة التي تنتظرُ دورَها...

البث المباشر