قائمة الموقع

"هموز".. يكتشف جغرافيا عظيمة وتراثًا مُهمَلًا و"كرمَ شعب"

2017-08-15T06:25:03+03:00
صورة توضيحية
غزة- ياسمين عنبر

برفقة "دراجته الهوائية" ينطلق علاء وقت الفجر أو الضحى مع مجموعة من أصدقائه مخططًا لمسار جديد كل رحلة وفي كل انطلاقة يوقن أنه على موعد مع اكتشاف أماكن أثرية مدفونة شارفت على الاندثار رغم كل محاولات تغطيتها بالمزارع والورود وبث الجمال حولها بالخضرة الوفيرة، كما يكون متحمسًا ليرى قلوب الفلسطينيين كما بيوتهم وهم يفتحونها لهم بكل ترحاب.

علاء هموز (26 عامًا) شاب نابلسي رأى أن في ممارسة رياضة المسارات اكتشافًا لقصص ومعالم تاريخية فلسطينية وجمالًا تضاريسيًا لا يضاهيه جمال، وكرم شعب لا ينفد رغم المحن.

يمارس "هموز" رياضة المسارات كوسيلة للنبش في الذاكرة الفلسطينية وإعادة القرى الفلسطينية التي هجر منها الآباء والأجداد إلى أذهان الفلسطينيين، كما يمارسها كنوع من الرياضة والتي تتضمن التجول عبر الدراجات الهوائية والاستكشاف والمغامرة وحب الاستطلاع.

فكل منطقة وفكرة وقرية وجبل بالنسبة لـ "هموز" قصة فلسطينية عظيمة لم تروَ بعد.

                                                                          تراث يندثر

أثناء جولاته، تفاجأ هموز بكثرة المعالم الأثرية التاريخية والدينية التي تكسب الأماكن عظمة كبيرة وهي توشك على الاندثار بسبب الإهمال في ترميمها وبعضها يعاني من اعتداءات المستوطنين، ما يهدد بتلاشيها مع الأيام.

يحرص هموز مشاركة متابعيه على مواقع السوشال ميديا برؤية الأماكن الأثرية في فلسطين، وبالتالي يجعل الشباب يتشبثون بأرضهم ويرون الجانب الجمالي منها بعيدًا عن الاحتلال وما شوهه في قلوبهم كما في أراضيهم.

يدرك هموز أن اختلاف المناطق وتضاريسها شيء مهم جدًا للتجوال بحيث يحتاج الإنسان أن ينوع في جولاته لاكتشاف مواقع وتضاريس وأفكار جديدة وحتى يرى المهتم بهذه الرياضة الجو والتضاريس التي تستهويه.

فمثلًا يغلب على جنين والشمال الطابع السهلي والخضرة، وهذه الأجواء يميل لها كثير من الاشخاص، لاسيما عاشقي الطبيعة، بينما يغلب على الجنوب الطابع الصحراوي وهو للأشخاص الذين يحبون المغامرة واكتشاف الأسرار، كما يحكي.

                                                                         كرم الضيافة

يضحك " علاء" حين يروي للرسالة أنه وأصدقاءه في بعض الجولات أخفوا زوادتهم وتركوا أدوات المبيت والخيم التي يأخذونها معهم ليختبروا كرم أهل القرية التي سيمرون منها أمام أنظارهم، فما كان منهم إلا أنهم فتحوا قلوبهم كما بيوتهم لاستقبالهم ولم يقبلوا إلا أن يبيتوا عندهم وتقديم كامل الضيافة لهم من مبيت وطعام وملبس.

يحكي هموز لـ"الرسالة نت": " أشعر بسعادة غامرة حين أرى أهل القرى والمدن الفلسطينية يستقبلوننا بحفاوة في بيوتهم حين يعلمون أننا نتجول في فلسطين لنتعرف على أهلها وعاداتهم وتقاليدهم".

لم تقتصر مرافقة هموز على الشباب ففي أحيان كثيرة يرى أن في مرافقة الأطفال بجولاته أمورًا جميلة مختلفة.

"إذا أردت أن تعيش سعيدًا فانبهر بكل شيء تراه كأنه لأول مرة" بهذه الكلمات عبر هموز عن حبه لمرافقة الأطفال في جولاته حيث يلاحظ أن الأطفال باندهاشهم بكل ما يرونه هم من يكسبونه هذه المهارة في حياته.

كما يجد أن الأطفال وعند سؤاله لهم عن المكان وما لاحظوه أثناء تجولهم فيه فهم يسردون قصصًا وحكايات من زاوية تختلف عن الشباب، مضيفًا:"اختياري لمسارات الأطفال أيضًا مختلفة من حيث السهولة والجمال لتلفت أنظارهم ولتناسب أعمارهم وقدراتهم".

لم تكن الفائدة من ممارسته لهذه الرياضة عامة فحسب، بل كان لها تأثير كبير على شخصية هموز كما يخبر "الرسالة" فشغفه تجاه الحياة زاد كما حب المغامرة والاستطلاع التي نمي في شخصيته وأيضًا تنظيم أهدافه والتفاؤل.

فـ "هموز" يقوم بتصاميم وأفكار وأنشطة ورسم خرائط تتعلق بالمسارات لهذا فإنه يعتبر أن رياضة المسارات التي أصبحت شغفه، كانت سببًا في قلب حياته راسًا على عقب إلى الأفضل، يقول لـ"الرسالة نت" : "هذه الرياضة جعلتني أكثر تنظيمًا لوقتي وأكثر دقة في كل مجالات حياتي".

كما أن التجولات، لاسيما الاستكشافية الصعبة منها حين تخلو من المواقف الطريفة فإنها تعتبر شيئًا مملًا، فإصابات الدراجين أثناء تجولهم عبر الدراجات تعتبر موقفًا مضحكًا لهم، "خاصة حين تكون الإصابة بسبب جنونه وتهوره".

يحبذ الشباب حسب ما يلاحظ "هموز" المناطق التي فيها أحراش كالغابات، بينما يعشق كثير منهم الصحراء حيث تحتاج إلى الدقة والجنون أثناء السير.

اخبار ذات صلة