قائمة الموقع

مخيمات الضفة.. جغرافيا "كيري" الجديدة !

2014-02-05T10:26:32+02:00
مخيم في الضفة المحتلة (أرشيف)
رام الله- الرسالة نت

ليس طبيعيا أن تُشنّ الحرب على المخيمات فجأة وهذه المرة ليس على يد الاحتلال؛ فمخيم اليرموك المحاصر منذ ما يزيد على 200 يوم لم تدق صرخات الأطفال فيه أسماع مجتمع دولي ولا مؤسسات حقوقية ما يعيد للذاكرة تشريد اللاجئين من مخيم نهر البارد في لبنان دون تدخل ولا إغاثة، أما مخيمات الضفة فتتعرض للتجاهل والتهميش منذ أكثر من 60 يوما.

إضراب العاملين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين رغم دخوله شهره الثالث في الضفة المحتلة، إلا أن الأونروا ما زالت تتعنت وتتجاهل مطالبهم غير مكترثة بتعطيل الخدمات والتعليم وتجهيل أجيال من الطلبة.

بينما يعتبر المراقبون أن تهميش المخيمات ومهاجمتها جزء من خطة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الجديدة، التي تسعى لتوقيع اتفاق إطار بين السلطة والاحتلال.

كارثة إنسانية

ويخرج بين الحين والآخر سكان المخيمات في الضفة كالدهيشة والفوار والجلزون مطالبين بحقوقهم التي رفضت الأونروا الطرف الاستماع لمطالب العاملين فيها.

ويقول مدير مخيم الفوار زياد الحموز لـ"الرسالة نت" إن الخدمات الأساسية في المخيم متوقفة منذ شهرين وهي خدمات صحية وبيئية وتعليمية؛ فإضراب المدارس دخل شهره الثالث دون اكتراث الأونروا، مبينا أن النفايات تملأ أزقة المخيم وكأنه تعرض لحصار قاتل.

ويشير الحموز إلى أن أهالي المخيم ضجروا من الواقع المعاش لأنهم كانوا يتوقعون أن تنتهي الأزمة خلال أقل من شهر، ولكن الآن بعد شهرين من تواصلها شعروا بأنهم مهمشون ولا يستطيعون الصبر أكثر.

ويضيف:" شوارع المخيم تملؤها النفايات الصلبة وتؤثر على أطفالنا وتؤدي إلى أمراض خطيرة، والطلاب يكادون يفقدون عامهم الدراسي، فالمدارس الحكومية دخلت الفصل الثاني ومدارس الوكالة ما زالت عالقة في الفصل الأول، ناهيك عن الأمراض المزمنة التي يعاني منها الأطفال والشيوخ والنساء والتي تحتاج إلى أدوية لا تصرف في المراكز الصحية".

ويوجه مدير المخيم رسالته إلى إدارة وكالة الغوث بأن تستجيب لمطالب الموظفين وأن تخفف من تعنتها تجاه الأمر، وإلى السلطة أن تضغط لحل الخلاف لأن الخدمات المنقطعة شيء غير بسيط في حياة السكان الذين يعانون الكثير.

تصفية العودة

ويخرج الأمر عن إطار قضية محصورة بإضراب هنا أو عدم تلبية مطالب العاملين هناك، فالكل بات يدرك السياسة الجديدة التي تتبعها أياد خفية لتصفية حق العودة وقضية اللاجئين.

ويقول المحلل السياسي خالد العمايرة لـ"الرسالة نت" إن الأونروا منظمة دولية تعتني بشؤون اللاجئين الفلسطينيين ويصرف عليها من نفس الدول التي ترعى السلطة الفلسطينية، وهي الولايات المتحدة والدول الأوروبية، مبينا أنهم يحاولون تصفية قضية اللاجئين بالضغط على السلطة واللاجئين حتى يصل الطرفان إلى وضع ميئوس منه.

ويعتبر العمايرة قضية اللاجئين هي قلب وروح القضية الفلسطينية ولب الصراع العربي- "الإسرائيلي"، وإذا تمت تصفيتها ستصفى القضية الفلسطينية .

ويضيف: "كل الدلائل تشير إلى أن هناك اتفاقا أو تفاهما غير مكتوب ضمنيا بين جميع الأطراف بما في ذلك إسرائيل والسلطة والدول المانحة والدول العربية تتم فيها مقايضة دويلة فلسطينية هزيلة على أرض الضفة والقطاع مقابل التنازل عن حق العودة، هم لا يقولون ذلك صراحة ولكن هذا هو المفهوم والشيء الذي يدركه الجميع دون التحدث علانية".

يجتاح الجوع مخيم اليرموك كما أن الإضراب يخيم في مساكن اللاجئين بالضفة المحتلة، في الوقت الذي يستمر فيه كيري بجولاته المكوكية الأمر الذي يعيد للأذهان كيف ولدت أوسلو على أنقاض حق الوجود الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1948، لتولد اتفاقية شبيهة بها على خبر كان هناك حق للعودة.

اخبار ذات صلة