دمشق – الرسالة نت – وكالات
قالت مصادر سياسية فلسطينية إن المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل توج جهوده الأخيرة بفتح "قناة سرية خلفية" للمفاوضات المباشرة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بالرغم من الحديث عن مفاوضات التقريب غير المباشرة.
وأكدت المصادر القيادية السياسية الفلسطينية القادمة من رام الله في تصريح نشرته وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء من دمشق أن "التقدم الحقيقي الذي يشير إليه الأمريكيون هو ما يتم الآن عبر القناة السرية التي نجح ميتشل في بناءها منعاً لإحراج الطرف الفلسطيني الرسمي المتمسك بوقف عمليات الاستيطان"، وفق قولها.
وذهبت المصادر الفلسطينية أكثر من ذلك بأن أكدت وجود "القناة السرية الرفيعة" للتواصل بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بإشراف المبعوث الأمريكي، معتبرة تلك القناة بمثابة "القناة التفاوضية الفعلية والحقيقية"، والتي حققت تقدماً في بعض الأمور المطروحة على الطاولة، وخصوصاً بالنسبة لما يسمى بـ "الدولة المؤقتة" وحدودها وقضية القدس
ووفق تلك المصادر، فإن ميتشل قدم أفكاراً أمريكية جديدة ، فيما قدم الطرف الفلسطيني اقتراحات مكتوبة للحل النهائي، وتنص على إقامة دولة فلسطينية على أراضي عام 1967، مع تبادل بنسبة (2,3%) يضمن لإسرائيل حل مشكلة المستوطنات، وتتيح هذه النسبة من الأراضي لإسرائيل ضم الكتل الاستيطانية الرئيسة مثل (غوشعتسيون) و(جفعات زئيف) وبعض المستوطنات مثل (مودعين عيليت) وغيرها، إضافة إلى شريط من الأرض مقابل لمطار (بن غوريون)، ويحصل الفلسطينيون مقابل تلك الأراضي على شريط يحاذي منطقة الخليل بالمساحة نفسها التي تحصل عليها إسرائيل. وقد بُنيت تلك المقترحات على أساس المفاوضات السابقة الرسمية وغير الرسمية، خصوصاً كامب ديفيد ومفاوضات طابا عام ألفين ووثيقة جنيف التفصيلية التي صدرت العام الماضي، بحسب تلك المصادر
ونوهت المصادر إلى أن التقدم الحاصل في مفاوضات "القناة الخلفية السرية المباشرة"، والذي أشار إليه بعض المتحدثين الأمريكيين "كان على حساب الطرف الفلسطيني، بينما مازال نتنياهو يرفض حتى الأفكار المشار إليها أعلاه والتي قدمها الطرف الفلسطيني، مبلغاً الوسيط الأمريكي بأنه (أي نتنياهو) يريد الانتقال للمفاوضات المباشرة العلنية قبل أي تعاط جدي مع الأفكار المطروحة من الجانب الفلسطيني" حسب قولها
وختمت المصادر القيادية الفلسطينية المقيمة في رام الله، قائلة "إن حالة المفاوض الفلسطيني باتت ترثى لها، فالضغوط الأمريكية تتوالى عبر القناة الخلفية لدفع رئيس السلطة محمود عباس نحو تقديم تنازلات حقيقية بما يخص مسألة الدولة وحدودها وقضية القدس، وبالطبع مع القفز عن قضية اللاجئين وأماتتها عبر قذفها خارج إطار البحث الجدي والحقيقي"، حسب تقديرها