هل يدحرج "الجدار" كرة اللهب ويفتح المواجهة؟

هل يدحرج "الجدار" كرة اللهب ويفتح المواجهة؟
هل يدحرج "الجدار" كرة اللهب ويفتح المواجهة؟

الرسالة نت – محمد العرابيد

يحاول جيش الاحتلال من وقت لآخر استفزاز المقاومة الفلسطينية في غزة، من خلال كشفه عن تفاصيل جديدة لبناء الجدار على حدود القطاع؛ وذلك بهدف جرها إلى ساحة المواجهة.

وتزامن حديث جيش الاحتلال عن بناء الجدار على حدود غزة، مع ارتفاع وتيرة تهديد قادة الجيش الإسرائيلي بشن عدوان جديد على القطاع، في الوقت الذي حذرت فيه الفصائل الفلسطينية من محاولة بناء الجدار على حدود غزة.

وكان جيش الاحتلال قد كشف الخميس الماضي، تفاصيل عن المشروع الخاص ببناء الجدار الأرضي مقابل قطاع غزة، الذي قالت "إنه سيقضي على أنفاق حماس".

وقالت صحيفة يديعوت احرونوت العبرية: "بماكنات حفر عملاقة من ألمانيا، باطون سائل من البلقان، وعمال من جميع أنحاء العالم، الجيش سيسرّع من عملية إقامة الحاجز الأرضي ضد أنفاق حماس، الذي سيشمل مجسّات لتشخيص الحفر، وبعمق 40 مترا تحت الأرض، سيمتد الحاجز إلى داخل البحر بكاسح أمواج يبنى مقابل قطاع غزة".

ما سبق يؤكد إصرار الجيش الإسرائيلي على بناء الجدار على حدود غزة، في الوقت التي تحذر فيه الفصائل بالقطاع من هذا المشروع الذي سيستفز المقاومة.

 سيرفع حالة التوتر

المختص في الشأن الإسرائيلي محمود مرداوي، قال إن بناء الجيش الإسرائيلي الجدار على حدود غزة سيمس مصالح القطاع من اتجاهات عدة، بالإضافة إلى أنه عمل استفزازي للمقاومة الفلسطينية في غزة.

وأوضح مرداوي في حديث لـ"الرسالة" أن بناء الجدار على حدود غزة سيؤثر على المزارع والأراضي المحاذية للسياج الزائل مع (إسرائيل)، وسيستفز المقاومة مما سيرفع حالة التوتر الموجودة إلى أقصى دراجتها.

وأشار إلى أن تسريع الاحتلال لبناء الجدال سيعجل تدحرج الاحتكاك بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال لكن دون أن تصل إلى حرب شاملة.

ورأى مرداوي أنه لا توجد مصلحة لدى الاحتلال باندلاع حرب مع قطاع غزة في هذا الوقت، لافتا إلى أن تهديدات الاحتلال ضد القطاع فقط تأتي لفرض جيش الاحتلال قوته.

وتوافق المختص في الشأن الإسرائيلي حاتم أبو زايد مع سابقه قائلا :" بناء الجدار وانتشار الآليات والجنود والعمال على حدود غزة، سيستفز المقاومة بالقطاع، مما قد يرفع حالة التوتر لإطلاق نار ومناوشات بين الطرفين".

وبيَّن أبو زايد في حديث لـ"الرسالة" إن المناوشات التي ستنتج عن بناء جيش الاحتلال الجدار على حدود غزة، من الممكن أن تتطور لمعركة محدودة، لأن المقاومة سترفض أن تمس أنفاقها سلاحها الاستراتيجي.

 الجدار لن يحمي الاحتلال

وبالعودة إلى المختص مرداوي، الذي قال إن تسريع الجيش الإسرائيلي بناء جداره على حدود القطاع، لن تحميه من ضربات المقاومة الفلسطينية في غزة.

وأشار إلى الفكرة مطبقة في عدة دول منذ 15 عاما ، حيث حاول الاحتلال بعد فشلة بمواجهة أنفاق المقاومة الاستفادة منها والتطوير عليها، لكنها ستفشل أمام عزيمة المقاومة بغزة.

وأكد أن الاحتلال دائما ما يروج لابتكاراته العسكرية، إلا أنها جميعها فشلت أمام المقاومة التي فاجأت الجيش الإسرائيلي باختراقها، واستخدام وسائل مضادة لضرب عمق الاحتلال.

أما المختص أبو زايد، فرأي أن بناء الجدار على الحدود، قد يؤثر على أنفاق المقاومة، لكنها ستجد الحلول لمحاربة هذا الجدار، ولديها من الخبرات والأسلحة الأخرى لمواجهته.

وأوضح أن كل إجراءات الاحتلال وتحصيناته العسكرية، تعامل معها المقاومة، ونجحت في اختراقه وضرب الجيش الإسرائيلي في مقتل.

 استفزاز المقاومة

وكان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، أكد أن خطوة بناء الاحتلال للجدار على حدود قطاع غزة، تؤكد عجزه وفشله في مواجهة المقاومة.

وقال المدلل في تصريحات صحفية، "أن هذه الخطوة لن تمنع المقاومة من أن تظل تصنع توتراً وهاجسا أمنياً لدى الاحتلال"، مشدداً على أن المقاومة لها خياراتها وأدواتها المختلفة غير الأنفاق تتعامل بها في مواجهة الاحتلال".

وأضاف أن الاحتلال يحاول جاهداً إلى استفزاز المقاومة وجرها إلى حرب، مستدركاً أن المقاومة تتعامل بحكمة بالغة مع الاحتلال، وأنها لا تريد أن تجر الفلسطينيين إلى مواجهة".

بدورها، أشارت صحيفة يديعوت، أن العمل يجري بالقرب من الحدود مع قطاع غزة، "في المنطقة التابعة لـ(إسرائيل)"، وأنه من المتوقّع أن يكشف الجدار ويدمّر كل "الأنفاق المحفورة"، بواسطة التكنولوجيا الهندسية الخاصة.

وبيّنت أن الجدار سيغطي كل محيط قطاع غزة، "من كرم أبو سالم حتى نتيف هعسرا، من تحت الأرض وفوقها"، قائلة: "عدة كيلومترات تم الانتهاء منها وإكمالها، خاصة في المنطقة الخطرة القريبة من سديروت، وفي الأشهر المقبلة ستجري عملية تسريع في البناء، وسيتم الانتهاء من بناء الجدار خلال سنة ونصف إلى سنتين".

وتابعت: "خلال إقامة الجدار سيتم تصفير الحدود مع (إسرائيل) من الأنفاق، وبعدها سيعمل الجدار على القضاء على أي نية لحماس لحفر أنفاق، وسيستمر الجدار إلى داخل البحر مع كاسح للأمواج مجهز بأجهزة خاصة".

وذكرت أن العمل الآن موزع على 10 أماكن مختلفة، وأنه من أجل السرعة وتخفيف التكاليف تم إقامة مصانع مؤقتة للحاجة لصناعة الباطون وضخّه في باطن الأرض، وإقامة الجدار الأرضي.

ولفتت إلى أن "هناك 1000 عامل سيعملون به في 40 نقطة مختلفة، وأن الشركات التي فازت بعطاء البناء هي إسرائيلية لكنها تعتمد على عمال ومختصين أجانب من اريتيريا ومولدافيا واسبانيا وإيطاليا والبرازيل".

البث المباشر