أثارت تصريحات وزير الاستثمار السوداني مبارك الفاضل المهدي التي دعا فيها إلى التطبيع مع إسرائيل؛ ردوداً غاضبة في الأوساط السودانية، مما دفع الحكومة إلى وصف التصريحات بأنها موقف شخصي يتنافى مع موقفها الرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
واستنكر زعيم حزب الأمة السوداني الصادق المهدي تصريحات ابن عمه وزير الاستثمار مبارك الفاضل، وذلك أثناء لقائه في مقر حزبه بالخرطوم وفدا من جمعية "الأخوة السودانية الفلسطينية" والجالية الفلسطينية في السودان، بحسب بيان صادر عن مكتبه.
وأعرب المهدي عن أسفه واستهجانه لتصريحات الوزير التي اعتبرها "تحريضية وعنصرية ضد الشعب الفلسطيني".
وأكد أن الخلاف مع إسرائيل "مصيري"، مشددا على أنه "لن يكون هناك أي تطبيع معها إلا بعد رد الحقوق لأصحابها".
وقد أفتت هيئة علماء السودان ببطلان هذه الدعوة وعدتها مخالفة للشريعة.
كما استنكرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) -في بيان أصدرته الأربعاء- تصريحات الفاضل، معتبرة أنها تنم عن "جهل واضح بالقضية الفلسطينية"، وأنها "غريبة عن قيم ومبادئ وأصالة الشعب السوداني المحب لفلسطين والداعم للمقاومة".
ونددت جمعية الأخوة السودانية الفلسطينية (أهلية تضم سودانيين وفلسطينيين) بتصريحات الوزير واعتبرتها خارجة عن الإجماع الوطني الرافض للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وكان مبارك الفاضل قد دعا في تصريحات أطلقها مساء الأحد الماضي إلى تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل. وقال في حديثه لبرنامج بثته قناة سودانية خاصة إنه يدعم إقامة علاقات بين السودان وإسرائيل وتطبيع العلاقات الثنائية بينهما.
وأضاف الفاضل أن القضية الفلسطينية أخرت العالم العربي كثيرا، وبعض الأنظمة العربية استغلتها ذريعة وتاجرت بها، وقال "الفلسطينيون باعوا أراضيهم، وبحفروا (تآمروا) على السودانيين في دول الخليج".
وتابع أن الفلسطينيين طبعوا العلاقات مع إسرائيل، حتى حركة حماس أنشأتها إسرائيل وتحاورها رغم ما يظهر بينهما من خلاف.