(قبل أن تتعشى فينا تغدينا فيها)، يقصد محمد غريب في هذا المثل البطالة التي التهمت أجساد خريجي الجامعات الذين لم يجدوا وظيفة بعد مشوارهم الدراسي الشاق، فلم يقبل على نفسه أن يصنف ضمن القوائم التي زادت عن المئة ألف خريج في قطاع غزة ويحتاج إلى عمل.
أن تفكر خارج الصندوق، وبغير الطرق التقليدية، ستجد لنفسك مكاناً مميزاً في سوق العمل، من منطلق هذه العبارات بدأ "الغريب" وزملاؤه بتطوير فكرة لازمتهم أثناء دراستهم الجامعية، لتأسيس أول شركة متخصصة في العلاقات العامة تخدم مؤسسات المجتمع الفلسطيني المتنوعة.
وبعد 6 شهور فقط، من تخرج الغريب وزملائه من قسم العلاقات العامة بجامعة الأقصى، استطاع تأسيس شركة NCG، لتكون الوحيدة التي تقدم خدمات التخطيط الاستراتيجي وإدارة الأزمات، للمؤسسات الخيرية والحكومية وشركات القطاع الخاص، بشكلٍ متمعق ومفصل.
يخبر الغريب الرسالة" أن بداية تأسيس الشركة لم تكن سهلة، نظراً للتحديات التي اصطدموا بها، إلا أن فكرة الشركة القائمة على مواجهة الازمات وحلها بطرق إبداعية، أجبرتهم على مواصلة التجديف والتحدي حتى أزالوا جميع العقبات، وأبصر طموحهم النور خلال فترة زمنية قصيرة.
ويكشف رئيس إدارة الشركة أن العبء المالي كان أول العقبات، وأصعبها كان حصولهم على الترخيص الحكومي نظراً لعدم وجود شركة مماثلة إلا أن الجهات المعنية تفهمت طموحهم ومنحتهم مرادهم، رغم أن الظروف الاقتصادية التي يمر بها القطاع يحد دون التطور بالشكل السريع.
ورغم أن الشركة التي يشكل الخريجون كافة طواقمها، إلا أنها تطورت واستطاعت المحافظة على بقائها من خلال تمويل نفسها، بعد أن حجزت لها مقعدا في سوق العمل، واستطاعت التشبيك مع عدد من المؤسسات الدولية والمحلية، وقدمت لهم خدمات مميزة وبطرق إبداعية.
خدمة المجتمع الفلسطيني في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها، يضعه الغريب وأصدقاؤه على سلم أولوياتهم، بعد أن خصصوا لذلك جزءاً من مجهودهم الشخصي، فهم لا يستطيعون تقديم الدعم المالي، وسبق للشركة أن أطلقت حملات توعوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي أبرزها التوعية من مرض السرطان ووصل التغريد عليها إلى ما يزيد عن المليون ونصف تغريدة.
وتستقبل NCG، عدداً من الطلبة الجامعيين، من أجل تدريبهم وصقل المهارات العملية لديهم، بعد أن أنشأت علاقات مع معظم جامعات قطاع غزة، وتمتلك عدداً من المدربين أصحاب الكفاءات العالية الذين قدموا العشرات من الدورات التدريبية التي خدمت شريحة واسعة من الطلاب والمتدربين في مجال العلاقات العامة.
ويكشف لنا عبد الرحمن أبو عساكر الذي يعمل مسؤولاً لقسم التدريب، عن أن الشركة أصحبت محلاً للثقة في الوسط الأكاديمي للجامعات، وأصبح يلجأ إليها عدداً كبيراً من أعمدة الكليات لتبادل الخبرات المهنية، وإنشاء الدورات التدريبية للعلاقات العام.
ويطمح الذين تخرجوا من كلية الإعلام بجامعة الأقصى، أن يخترقوا مجالات سوقية عالمية، وأن يغرسوا ثقافة العلاقات العامة بمجالاتها الواسعة الغائبة عن المجتمع الفلسطيني، غير أن الجانب الإنساني يعتبر من أهم الطموحات التي يسعوا إليها.
وتسطيع الـ NCG التي يقبع مقرها، بمنتصف قطاع غزة بالقرب من ميدان الجندي المجهول، أن تنشئ خطط التسويق لجميع الشركات، وأن تدير المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، وإدارة مشاريع التخطيط الاستراتيجي والحملات الاعلانية، وتمتلك قسماً مميزاً في التصميم والإخراج.
وتمتلك الشركة موقعاً إلكترونياً، ونوافذ على كافة مواقع التواصل الاجتماعي، ليسهل الوصول إليها، وفي نهاية الحديث الذي جمع أعضاءها بمراسل "الرسالة"، أخبروا أن قدراتهم العملية نمت وتطورت بعد تخرجهم، وأصبحوا قادرين على خوض المزيد من التجارب الكبيرة وتخطيها بطرق احترافية.