وسام عفيفه
يبدع الاحتلال وأعوانه الدوليون والمحليون في تلوين حياتنا باللون الأسود, في محاولة لتحويل حياتنا إلى تراجيديا سوداء.
الاحتلال أطلق على سلة البضائع الممنوعة من دخول غزة "القائمة السوداء", في محاولة لتبييض وجه الحصار.
الأنباء التي تتوارد عقب لقاء سلام فياض رئيس وزراء حكومة عباس وايهود باراك وزير حرب حكومة نتنياهو تشير إلى توجه الاحتلال نحو تحويل جزء من "وكالة" الحصار إلى سلطة رام الله عبر مقاولها فياض ضمن سياسة الاحتلال (فخار يكسر بعضه).
في مشهد آخر من التراجيديا السوداء , السلطات الأمنية المصرية تمنع آلاف الفلسطينيين من السفر عبر معبر رفح- المفتوح إعلاميا- تحت بند إدراج امني أو " مدرج على القائمة السوداء"... "لا نريد أن نطيل الحديث عن الشقيقة الكبرى حتى لا ننضم للقائمة".
القائمة السوداء تلاحقنا في البنوك المحلية, حيث يتم إدراج كل من يرسل أو يستقبل أموالا بصفة "إسلامية "على هذه القائمة.
خارجيا حماس وأخواتها من فصائل وأجنحة المقاومة مدرجة على لائحة سوداء أمريكيا وأوربيا, وبهذه الحجة تحاصر الجمعيات الخيرية والتبرعات الإنسانية.
على ذكر اللون الأسود.. ارتفع ضغطنا ونحن نشجع فريق النجوم السوداء "غانا" بعد خروجها من دور الثماني للمونديال, بيد لاعب فريق باراغواي الذي حول كرة القدم إلى كرة يد.
حزنا لأننا تعاطفنا مع أفريقيا ومع العالم الثالث.. وهكذا اكتشفنا أننا نشجع ونتابع المونديال من منظور سياسي أكثر منه رياضي.
اقترح -ردا على سياسة القوائم السوداء- أن نعمد إلى تشكيل لجنة وطنية – مهمتها إعداد قوائم حمراء لجهات وشخصيات رقصت على جراحنا ودمائنا وتآمرت علينا.
قوائم تسجل للتاريخ من شاركوا في حصارنا وساهموا في الحرب علينا..من تنازلوا عن حقوقنا .. من عذبونا في سجون الاحتلال والضفة والأشقاء.
عناصر القائمة الحمراء يجب أن يخضعوا لمحاكمات شعبية, إنسانية, حقوقية, تصدر أحكامها للتاريخ كي يبقى يطاردهم حتى يتمكن من القصاص منهم.
ونحن نعيش آخر أيام المونديال ,يمكن أن ننظم بطولة كروية في غزة, بمناسبة انطلاق فعاليات تسجيل القوائم الحمراء , ثم يقف لاعبونا على طول حدود غزة لنرد الكرة من غزة إلى ملاعبهم.
نركل الكرات في آن واحد ونتركها تقفز على الأرض نحوهم.. فيخرج صوت قفزاتها إلى مسامعهم .. طز ..طز .. طز.. طز.