يستعد المزارعون في فلسطين لقطف ثمار الزيتون خلال الأيام القليلة المقبلة، فيما تعمل المعاصر على صيانة وتنظيف الآلات تحضيرا لاستقبال الزيتون.
وتشير التقديرات إلى أن كميات الانتاج للموسم الجاري متوسطة، وتصل للنصف مقارنةً بالموسم الماضي، فيما أرجع مختصون السبب إلى عوامل فسيولوجية في ثمرة الزيتون.
ويعتمد مزارعو الزيتون في قطاع غزة بشكل كبير على ما تنتجه أراضيهم من زيتون وزيت لتوفير نفقات حياتهم على مدار العام.
ويبدأ موسم قطف الزيتون في فلسطين مع بداية شهر أكتوبر/ تشرين الأول، إلا أن التزام المزارعين وأصحاب المعاصر بالمواعيد التي تحددها وزارة الزراعة غير كامل، حيث يبدأ المزارعون قطف الثمار مبكرا، من أجل الانتهاء منه قبل موسم الأمطار.
وتحدد وزارة الزراعة بداية كل موسم مواعيد قطف الزيتون للكبيس وللعصير لكل منطقة، وتحديد مواعيد تشغيل المعاصر، حسب كمية المحصول، وموعد الإزهار والظروف الجوية التي سادت أثناء نمو المحصول.
** انتاج متوسط
من جهته؛ توقع مدير عام الري والتربة بوزارة الزراعة في غزة، المهندس نزار الوحيدي، أن ينتج قطاع غزة 35 ألف طن من الزيتون هذا العام، باكتفاء ذاتي نسبته 60% للغزيين.
وذكر الوحيدي أن المساحة المزروعة من شجر الزيتون في أراضي القطاع تبلغ نحو 28 ألف دونم مثمرة، و11 ألف دونم غير مثمر.
وفي حديثه عن أهم أنواع الزيتون، السري والنبالي المحسن والصنف الهجين K18، والكلماتا، مشيرا إلى أن الغزيين يفضلون مذاق الزيتون والزيت السري.
وتجدر الإشارة إلى أن احتياجات القطاع من الزيتون تبلغ سنويا أكثر من 40 ألف طن، ويتم استيراد النقص من الضفة المحتلة.
وأوضح الوحيدي أن المناطق الشرقية هي الأكثر زراعة بأشجار الزيتون، كما تنتشر الأشجار في معظم مناطق القطاع.
ويتفق الخبير الزراعي المهندس محمد عودة مع سابقه في أن يشهد محصول الزيتون في قطاع غزة لهذا العام انخفاضا بنسبة 35% مقارنة مع العام الماضي.
وتوقع عودة كمية الزيتون لهذا الموسم بـ 19 ألف طن، مقارنة بنحو 30 ألف طن حصاد العام الماضي، عازيا التراجع إلى ظاهرة تبادل الحمل عند المحاصيل "المعاومة" وبعض السلوكيات الزراعية الخاطئة عند المزارعين في مجال القطاف والري والتسميد.
وذكر عودة أن خمسة آلاف طن من الزيتون سيتم استخدامها في التخليل ومعظمها من صنف "السري" الذي يشكل أكثر من 50% من نسبة الزيتون المزروع فيما سيتم استخدام 14 ألف طن للعصر واستخراج الزيت.
وقال: "سيتم عصر 2700 طن وتحويلها إلى زيت، أي بنسبة عجز 35% عن حاجة سكان القطاع السنوية والبالغة أربعة الاف طن".
وأشار عودة إلى أن الطاقة الإنتاجية للمعاصر في غزة كافية للتعامل مع الكميات المتاحة والمنتجة من الزيتون، بسبب طاقتها الكبيرة في العمل والتي تبلغ 60 طنا في الساعة.
ويوجد في القطاع 29 معصرة 21 منها حديثة، و6 تعمل بنظام النصف أتوماتيك واثنتان قديمتان وتعملان بنظام الحجر.
وعادة ما تفتح وزارة الزراعة باب استيراد الزيت من الضفة المحتلة، بعد انتهاء موسم الزيتون في القطاع وبيع جميع المنتج المحلي، وهو ما يمنح المزارعين فرصة أكبر في الربح.
وتجدر الإشارة إلى أن أبرز المشاكل التي تواجه زراعة الزيتون في غزة، النقص النوعي الكبير في الأسمدة وارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج خاصة المبيدات بالإضافة لمشاكل الري والتي هي أساسا بسبب الانقطاع شبه المستمر للكهرباء.
ويزرع الزيتون بجميع الأماكن بشرط توفر الماء والهواء والمكان الواسع، حيث تزرع أشجار الزيتون بأكثر من طريقة.