قائد الطوفان قائد الطوفان

عائلة المطارد منير الحروب بين فكي كماشة الاحتلال وأجهزة فتح

الخليل- لمراسلنا                            

في الفجر الذي يعانق صباحات البشر يزف تعاقب الليل مع النهار آمالا جديدة للملايين من المنازل الهادئة على شواطئ الزمن، لكن في حياة عندليب الحروب لا يمثل الفجر إلا لحظات الألم والمعاناة والانتظار، وكابوس مشترك تنفذه خفافيش الليل لحظة بعد لحظة وساعة تلو الساعة ويوما يتعقب خطى اليوم الذي سبقه، فمنذ بدأت سلطات الاحتلال بمطاردة زوجها منير الحروب، دقت المعاناة بابها ولا تدري أين ينتهي بها المطاف.

(14) عاما من المطاردة

في عام 1996 حاولت سلطات الاحتلال اعتقال منير عبد المجيد إسماعيل الحروب واقتحمت منزله عدة مرات لكنه لم يسلم نفسه لسلطات الاحتلال، حيث اختفى عن الأنظار وباتت لحظات عمره تتأرجح بين الأسر والمطاردة والشهادة، وظل مطلوبا لسلطات الاحتلال إلى أن اعتقلته أجهزة امن السلطة الفلسطينية عام 1998 وأمضى في سجونها عامين حتى اندلاع انتفاضة الأقصى بعد اقتحام شارون لباحات الأقصى، وضمن حربها ضد الشعب الفلسطيني استهدفت سلطات الاحتلال السجون الفلسطينية التي كان يحتجز فيها المئات من المطلوبين لسلطات الاحتلال.

وقامت السلطة في حينه بإطلاق سراح السجناء بعد استهداف السلطات الصهيونية لعدد من السجون بالقصف والتدمير، واستشهد عدد من المحتجزين فيها.

ومنذ ذلك الحين غاب أبو معاذ عن الأنظار ولا يعلم حتى اقرب المقربين له أين يقيم.

طريد السلطتين

وتقول أم معاذ زوجة المطارد الحروب أن سلطات الاحتلال لا تفارق الحي الذي تقطنه في مدينة دورا منذ (14) عاما فهم أن لم يتواجدوا للعبث في حياة أطفالي عبر زياراتهم المتكررة وتهديداتهم المتواصلة يقومون ببث عيونهم في أرجاء المدينة بحثا عن أي خيط يوصلهم إليه.

وأضافت : سلطات الاحتلال تقوم باقتحام المنزل بشكل متكرر والاقتحام لم يقتصر على منزلنا فقط بل كان يطال منازل أقاربنا وأهلنا وأقارب أبو معاذ وكانت سلطات الاحتلال تقوم باستجواب الشباب والشيوخ والأطفال للوصول إلى أي معلومة وفي كل مرة كانت تترك لنا تهديدا واضحا بتصفيته إذا لم يسلم نفسه.

وبعد عملية حجاي التي نفذتها المقاومة في الضفة الغربية في 14/6/2010 زادت عمليات البحث عن أبو معاذ حيث كثفت سلطات الاحتلال والأجهزة الأمنية من نشاطاتها في مدينة دورا وقامت بحملة اختطافات واسعة في صفوف المواطنين، وشملت أكثر من (30) شخصا من عائلة الحروب.

وتقول أم معاذ: نعلم تماما أن الاحتلال لا يظهر مخططاته لنا لكنا على يقين أن هذا المحتل لا يريد لأي فلسطيني أن يتحرك إلى أي اتجاه إلا اتجاه خدمة هذا المحتل وأعوانه.

وتقول عندليب الحروب: بعد غياب زوجي القسري عن البيت ومع وجود أسرة مكونة من خمسة أطفال في حدود مسؤولياتي فقد تقدمت للدراسة في إحدى الجامعات وكنت أعيل أسرتي وأكمل تعليمي.

وتضيف: وبعد تخرجي قدمت لوظيفة في سلك التربية وعينت مدرسة لمادة التربية في شهر آذار 2007 فحمدت الله أن رزقت بهذه الوظيفة لأعيل أطفالي الخمسة في غياب زوجي ولكن وزيرة التربية لميس العلمي وجهت لي كتاب إلغاء التنسيب لعدم موافقة الجهات المختصة على تنسيبي.

السلطة لم تتركنا

وتقول عندليب الحروب : الأجهزة الأمنية الفلسطينية لم تكتف بقطع أرزاق أبنائي بإلغاء تنسيبي للوظيفة، بل اقتحمت منزلنا ومنزل عائلة زوجي ومنزل أهلي يوم 5/7/2010 وقامت بأعمال تفتيش دقيقة للغاية داخل المنزل وقاموا بمصادرة جهازي كمبيوتر وأغراض خاصة أخرى وملفات خاصة بالأسرة والعائلة. وقلت لهم لقد انتهى ملف منير لديكم فلماذا تأتون إلينا وتقلقون حياتنا بهذه الطريقة.

وتضيف : ابني معاذ يبلغ من العمر (13)عاما وقد وجدوا قميصا وبنطالا له في خزانته وأصروا أن يعرفوا لمن هذه الملابس فقلت لهم أنها لابني فلم يصدقوا وقد أحضرت لهم معاذ وطلبوا منه أن يلبس البنطال والقميص ليتأكدوا أنها له.

وتقول أيضا : خلال عبث القوة المشتركة وبعضهم بالزي المدني في البيت وجدوا قرار إلغاء التنسيب الخاص بي، وسألني مسؤول المجموعة المقتحمة ما هذا؟، قلت له انه قراركم، قال ولماذا فصلوكِ؟ فقلت له أنت تعلم لماذا، فقال إذا أتيت إلى مقرنا سوف نساعدكِ، فقلت له مقابل ماذا؟ فقال أنت حرة.

وتقول أم معاذ أن أبناءها معاذ وعبد المجيد وأريج وولاء ورهام، اعتادوا على اقتحام المنزل من قبل سلطات الاحتلال، ولكنهم لن ينسوا أبدا إجراءات الأجهزة الأمنية في بيتنا ولن ينسوا من قتل فرحتهم بلقاء أبيهم والعيش كباقي أطفال العالم.

البث المباشر