قائد الطوفان قائد الطوفان

5 أسباب تدفع مصر لتحقيق اختراق في ملف المصالحة

​غزة- شيماء مرزوق

متغير كبير طرأ على الحالة الفلسطينية فجر الأمس الأحد حينما أعلنت حركة حماس حل اللجنة الإدارية في قطاع غزة لتعيد ملف المصالحة إلى صدارة المشهد الفلسطيني بعدما بقي لعدة سنوات دون أي تقدم يذكر.

ومن الواضح ان الموقف المصري هذه المرة كان أكثر حسما من سابقاته حيث وضعت القاهرة ثقلها أملاً في تحقيق اختراق جاد في الملف المتعثر منذ سنوات.

وكان عضو المجلس الثوري لحركة فتح، محمد الحوراني، أكد في تصريحات صحفية أن مصر تضع ثقلها بكل قوة هذه المرة لوضع المحاور الرئيسية المتعلقة بإنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني، معرباً عن أمله أن ينتج من حوار الوفود الفلسطينية إلى القاهرة تفاهم واضح متوازن يأخذ في الاعتبار مجموعة معطيات تتعلق بمصالح الشعب الفلسطيني.

وبين أن مصر عندما تضع ثقلها هذه المرة بكل قوة لتكون ضامنا لأي اتفاق مع الرباعية العربية فإن هذا سيشكل دفعة كبيرة.

مصر رحبت بدورها بموقف حركتي فتح وحماس، واستعدادهما لإنهاء الانقسام، والشروع في المصالحة الوطنية، ووفقًا لصحيفة (اليوم السابع) المصرية، فقد أبدى الوفدان استجابة للجهود المصرية، التي تأتي في إطار حرص الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على وحدة الشعب الفلسطيني، وإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.

وأكدت مصر على استمرار جهودها واتصالاتها مع الرئيس محمود عباس، وكل القوى الفلسطينية، بما يخدم المصلحة العامة والقضية الفلسطينية.

التغيير اللافت هذه المرة يأتي في ظل عدة متغيرات لها علاقة بحركتي فتح وحماس حيث أن الجانبين يعانيان من أزمة حقيقية، لكن الأهم أن الجانب المصري تعامل بطريقة مختلفة هذه المرة، فهي لم تضع الجانبين في مواجهة بعضهما وتطلب منهم التفاهم على تفاصيل المصالحة بل قادت المفاوضات بين الطرفين بطريقة غير مباشرة، فبدأت بسلسلة لقاءات مع حركة حماس، والتي تعاملت بإيجابية معها.

ومن اللافت أن اعلان مصر وحماس، أن الأخيرة وضعت كل القرارات وديعة لدى الجانب المصري من ضمنها قرار حل اللجنة الإدارية أحرج فتح وأجبرها على إرسال وفدها للقاهرة، والتي تفاوضت مع فتح نيابة عن حماس في متغير هو الأول من نوعه.

مصر لديها رغبة واضحة في تحقيق تقدم في ملف المصالحة هذه المرة لعدة أسباب هي:

الأول: الرغبة المصرية في استعادة ورقة الملف الفلسطيني الذي يمنحها قوة وأهمية في الإقليم، خاصة أنها ترغب في استعادة دورها في المنطقة.

الثاني: قطع الطريق على دول إقليمية أخرى وتحديداً تركيا وقطر فهي أكدت مراراً أن أي مصالحة او اتفاق له علاقة بالشأن الفلسطيني يجب ان يمر من خلالها، وربما استفزها لجوء الرئيس أبو مازن لتركيا وطلبه من رئيسها التدخل في ملف المصالحة، ما تعتبره محاولة التفاف على دورها.

الثالث: رغبة مصر في إعادة قنوات التواصل بقوة مع أبو مازن وذلك بعدما توترت العلاقات بينهما نتيجة علاقاتها بدحلان، كما انها مدركة انه لا يمكنها تجاوزه في ملف العلاقة مع قطاع غزة فقد عمل بقوة على تعطيل التفاهمات التي أجرتها مع حماس بمشاركة تيار دحلان.

الرابع: التفاهمات الحمساوية المصرية ساهمت بشكل كبير في تحسين العلاقة نسبياً بين الطرفين نتيجة الحاجة والمصلحة المشتركة بين الطرفين وهو ساهم في تحقيق نوع من الاختراق، كما أنها المرة الأولى الذي تجري مباحثات المصالحة في ظل توتر مشترك بين مصر وحماس من جهة وبين أبو مازن من جهة أخرى.

الخامس: حرص مصر على العمل بطريقة مختلفة فهي توافقت بداية مع حركة حماس قبل التوافق مع حركة فتح، وهو ما لم يكن موجودا سابقاً في لقاءات المصالحة.

البث المباشر