قائمة الموقع

الحصار يجبر أصحاب مهنة الحدادة على هجرها

2017-09-19T12:19:51+03:00
ارشيفية
غزة-محمد شاهين

تعيش مهنة الحدادة أيامها الأكثر سواداً منذ بدء الحصار "الإسرائيلي" المستمر على قطاع غزة للعام الحادي عشر على التوالي، بعد أن عانى أصحابها من أزماته الخانقة، التي حشرتهم بعنق الزجاجة ولم تسمح لهم بالخروج منها طيلة الأعوام الماضية.

أزمة الكهرباء، المشكلة الأكبر التي تركها الحصار "الإسرائيلي" بمساعدة رئيس السلطة محمود عباس، ألقت بظلالها على كافة مناحي الحياة بقطاع غزة، وتركت جرحاً مفتوحاً لأصحاب مهنة الحدادة الذين يعتمدون في حرفتهم على التيار الكهربائي بصورة كاملة.

ومع أن الكهرباء المشكلة الأكبر التي تواجه الحدادين، إلا أنها ليست الوحيدة التي أثقلت عليهم، وأجبرت عدداً كبيراً منهم على هجرة مهنتهم الأساسية، إذ يمعن الاحتلال الإسرائيلي في تعذيب أصحاب هذه المهنة، بمنعه إدخال المواد الخام والأدوات التشغيلية لهم ليعيشوا أياماً مملوءة بسواد البطالة.

الكهرباء أم المشكلات

تثقل أزمة الكهرباء على محمد السمري، صاحب ورشة حدادة شرق مدينة غزة، بعد أن تقلصت ساعات عمله داخل محددته، إلى قرابة ال 6 ساعات خلال يومين.

يوضح السمري الذي زارته "الرسالة نت" في مكان عمله، أنه يعيش أيامه الأكثر صعوبة منذ بدء الحصار "الإسرائيلي" على قطاع غزة، بفعل تراجع ساعات وصل الكهرباء إلى فترات محددة، لا تعينه على إنجاز أعمال توفر له قوت عائلته المكونة من 9 أفراد.

وبالرغم من أنه لا يحتاج إلى أيد عاملة خارجية داخل محددته، لاعتماده على ابنيه في تسيير أعمال الورشة، إلا ان ذلك لم يسعف صاحب البشرة السمراء على النهوض من تحت خط الفقر الذي أجلسته فيه الكهرباء عنوة، مبيناً أنه في حال تحسنها واستمرار وجودها لساعات طويلة سينعكس ذلك بالإيجاب على وضع عائلته الاقتصادي.

ويخشى أن يجبر السمري على اللحاق بعدد كبير من الحدادين الذين يعرفهم وأجبرهم الحصار على ترك المهنة التي كانت تشكل لهم مصدراً جيداً من الرزق، حال استمرت الظروف القاتلة.

الكهرباء ليست وحدها

وبالرغم من أن أزمة الكهرباء أكبر الأزمات التي يعاني منها حدادو قطاع غزة، إلا أنها ليست الوحيدة التي تضرب رأس هذه المهنة.

ويكشف ناصر أبو عبيد "للرسالة نت"، صاحب ورشة حدادة مختصة بصناعة المعرشات الكبيرة (البركسات)، أن الحصار "الإسرائيلي" اصطحب مع أزمة الكهرباء عدداً من الأزمات التي تهدد استمرارهم في هذه المهنة، بحيث يعانون من شبه انعدام في عدد كبير من المواد الخام، والأدوات التشغيلية والضرورية من أبرزها الأسطوانات الحديدة الكبيرة واسياخ اللحام وغاز co2 الذي يستخدمونه في عملية اللحام أيضاً بحيث تمنع (إسرائيل) إدخالها لغزة بشكلٍ قاطع.

وتمثل هذه المواد لأبو عبيد وباقي الحدادين، أساسيات العمل، بحيث يبحثون عنها داخل السوق السوداء، وبالكاد يجدوها وبأسعار مرتفعة جداً نظراً لاستغلال بعض التجار حاجتهم الماسة لها.

وتجبر الظروف السابقة صاحب الخمسين عاماً، إلى أن يرفع ثمن الصناعات التي ينجزها، ما جعل مهنته تدخل في حالة ركود اقتصادي كبيرة، نظراً للظروف الصعبة التي يعيشها المواطنون في غزة، بحيث بالكاد يستطيع أن توفر إنجازاته مصاريف الورشة من إيجار وأدوات ما أدخله في دوامة الديون.

وفي حديث سابق مع "الرسالة نت" أكد فؤاد السمنة رئيس اتحاد الصناعات الهندسية والمعدنية، أن (إسرائيل) تمنع إدخال أكثر من 300 صنف من المواد التي تدخل في صناعة المعادن الى قطاع غزة.

ويبين السمنة أن الاحتلال يعطي التنسيق لبعض التجار لإدخال أصناف محددة من المواد الخام ويشترط عليهم بيعها لعدد من التجار وتمنع آخرين من شرائها دون أن تفصح عن أسباب المنع، مما شكل حالة من الاستغلال والاحتكار.

ويوضح أن الاحتلال يسعى الى تدمير قطاع الصناعات المعدنية في غزة، متذرعًا باستخدامها لأعراض عسكرية ويؤكد أنها حجج كاذبة.

وبحسب السمنة فإن ما يزيد عن 60% من العاملين بالصناعات المعدنية، توقفوا عن العمل بعد إغلاق معظم المصانع داخل قطاع غزة، فيما يشهد المتبقون في الصناعة حالة من الكساد والفقر بعد استيراد معظم المنتجات التي يقومون بصناعتها من قبل تجار.

اخبار ذات صلة