قائد الطوفان قائد الطوفان

دراسة: آثار عدوان غزة ما زالت قائمة

روما – الرسالة نت

أكدت دراسة غربية حديثة على أن آثار العدوان الصهيوني، الذي استهدف قطاع غزة على مدى اثنين وعشرين يوماً قبل نحو ثمانية عشر شهراً، مازالت آثارها قائمة على البشر والشجر والأرض، مشيرة إلى أن الاحتلال استخدم في عدوان الوحشي كميات كبيرة من قنابل الفسفور الأبيض التي تحرم استخدامها كل الأعراف الدولية.

وأظهرت الدراسة التي قام بها باحثون إيطاليون أن آثار استخدام العدو الصهيوني لهذا النوع من السلاح المحرم دولياً ويسمى "الموت الأبيض"، ستبقى قائمة خلال فترة طويلة من الزمن. مذكرة بأن قوات الاحتلال أطلقت على القطاع اثناء حربها أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمائة قنبلة ذات الفسفور الأبيض، ما يعني أن إجمالي نطاق الاراضي الفلسطينية التي تعرضت لاثار المادة المذكورة هائل جداً، بحسب ما ذهبت اليه الدراسة.

ولفتت الدراسة النظر إلى أن مادة الفسفور الأبيض "خطيرة للغاية بالنسبة لكل ما تسكب عليه، فهي عندما تتفاعل مع البشر تحرقه كلياً"، مشيرة إلى أن عدد ضحايا الفسفور الأبيض في غزة زاد عن مائة بين شهيد وجريح، وفقاً للأرقام التي قدمتها منظمة العفو الدولية في حينه.

وفي السياق ذاته؛ أشارت الدراسة الإيطالية إلى أن ضرراً بالغاً لحق بالقطاع الزراعي في غزة، "نتيجة تأثير قنابل الفسفور الأبيض على أراضيها، الأمر الذي يتمثل في أن الجانب الكبير من أراضي المواطنين الفلسطينيين أصبح غير صالح تماماً لأية أغراض زراعية.

وقال أحد مؤلفي الدراسة المتخصص في علم النباتات الدكتور بيرتشو ماندوك أن العينات التي أخذت من تربة القطاع في مختلف مناطقه تفيد بوجود معادن ثقيلة بها، بصورة غير مسبوقة، وهذا من أحد آثار التأثير السلبي للفسفور الأبيض.

وفي هذا السياق توصلت نتائج الدراسة إلى أن تربة غزة صارت تحتوي على كمية عملاقة من مادة "موليبدين"، مشيرة إلى أن انتشارها "ليس بالواسع إلا أنها تؤثر ببالغ السلبية على حياة الإنسان، إذ إنها قادرة على إعاقة عملية نشوء طفل قبل ولادته".

وفي ختام الدراسة وبناء على المعطيات والأرقام التي توصلت إليها؛ يعبر الباحثون الإيطاليون عن قلقهم المتزايد إزاء الوضع البيئي السيء في قطاع غزة، مشددين على أن المواد المسمومة الصهيونية أصابت جانباً واسعاً من أراضي القطاع، "ما يعني ان آثار هذا الاجراء الاجرامي ستبقى حاضرة فترة طويلة من الزمن".

 

البث المباشر