أكد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن دول الحصار قامت بالتدخل في الشؤون الداخلية لبلاده عبر الضغط على المدنيين لزعزعة الاستقرار في دولة ذات سيادة.
وقال الشيخ تميم "هذه المرة أقف هنا وبلدي وشعبي يتعرضان لحصار جائر مستمر فرضته دول مجاورة منذ الخامس من يونيو (حزيران) الماضي".
وأضاف أن دول الحصار ضغطت على المدنيين بالغذاء والدواء وصلات الأرحام لزعزعة الاستقرار في دولة ذات سيادة، معتبرا ذلك أحد تعريفات الإرهاب.
وأشار إلى أن الحصار فرض فجأة ومن دون سابق إنذار، مما جعل القطريين يعتبرونه "نوعا من الغدر"، وأردف أن دول الحصار "تمني النفس أن يحدث الحصار أثرا تراكميا على الاقتصاد والمجتمع في بلدي، ما دام قد فشل في إحداث الأثر المباشر".
تدخلات دول الحصار
وقال الشيخ تميم إن دول الحصار لم تتدخل في شؤون قطر فحسب، بل "تتدخل في الشؤون الداخلية للعديد من البلدان، وتتهم كل من يعارضها في الداخل والخارج بالإرهاب. وهي بهذا تلحق ضررا بالحرب على الإرهاب"، الذي أكد أن قطر تكافحه بشهادة المجتمع الدولي كله.
ورغم ذلك، جدد أمير قطر دعوته لدول الحصار إلى "حوار غير مشروط قائم على الاحترام المتبادل للسيادة"، وثمّن مجددا وساطة دولة الكويت لحل الأزمة.
وأكد أن بلاده "تدير حاليا حياتها واقتصادها وخططها التنموية وتتواصل مع العالم الخارجي بنجاح بفضل وجود معابر بحرية وجوية ليست لهذه الدول سيطرة عليها".
وعبر الشيخ تميم عن اعتزازه بالشعب القطري والمقيمين على أرض قطر من مختلف الجنسيات لصمودهم في ظروف الحصار ورفضهم الإملاءات وإصرارهم على استقلال قرار قطر السيادي.
جريمة القرصنة
وأشار أمير قطر إلى قرصنة وكالة الأنباء القطرية ونسبة تصريحات مزيفة إليه، قائلا إنها تمثل اعتداء على دولة ذات سيادة وإنها جريمة تمت لأهداف سياسية مبيتة.
وأضاف "ما زالت الأموال تصرف بسخاء على آلة صنع الافتراءات ونشرها على أمل أن تختلط على الناس الحقيقة بالكذب".
وفي الشأن اليمني، أكد أمير دولة قطر أهمية المحافظة على وحدة اليمن وتحقيق أمنه واستقراره، ودعا المجتمع الدولي لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى مختلف المناطق اليمنية.
وتطرق إلى الوضع في فلسطين قائلا إن إسرائيل لا تزال تقف حائلا أمام تحقيق السلام الدائم والعادل والشامل برفضها مبادرة السلام العربية ومواصلة نهجها في التوسع الاستيطاني وتهويد القدس فضلا عن مواصلة حصار قطاع غزة.
وفي شأن إقليمي آخر، جدد أمير دولة قطر دعوته لإجراء حوار بنّاء بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران على أساس المصالح المشتركة ومبدأ حسن الجوار.
وكان الشيخ تميم قد بدأ كلمته بالحديث عن مأساة مسلمي الروهينغا، ودعا حكومة ميانمار للاضطلاع بمسؤوليتها القانونية والأخلاقية ووقف العنف ضد أبناء هذه الأقلية المسلمة وإعادة اللاجئين منهم إلى أماكنهم ومنع التمييز ضدهم.