أعلن تحالف القوى العراقية وحزب الدعوة رفضهما لمبادرة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم لحل أزمة استفتاء إقليم كردستان للانفصال لأنها تخالف الدستور الضامن لوحدة العراق، بينما حذر زعيم التيار الصدري الزعماء الأكراد من أن انفصالهم يعني الانتحار.
فقد أعرب تحالف القوى العراقية -الذي يضم القوى السياسية السنية- في بيان عن "استغرابه من مبادرة الرئيس معصوم التي تتعارض مع اليمين الذي أداه وامتازت بعدم الحيادية والتبرير لعملية الاستفتاء ولو بعد حين".
وأكد التحالف موقفه الرافض لمبادرة الرئيس معصوم التي "تأخرت كثيرا ولم تكن إلا استنساخا لموقف المجتمع الدولي الرافض للاستفتاء ونتائجه".
وفي سياق متصل، وصف رئيس الكتلة النيابية لحزب الدعوة -الذي ينتمي له رئيس الوزراء حيدر العبادي- النائب خالد الأسدي مبادرة معصوم بأنها قبول بتقسيم العراق.
وقال في بيان "نحن نرفض أي مبادرة تتضمن مخالفة الدستور أو الاعتراف الضمني بالاستفتاء وقبول تقسيم العراق".
وحذر الأسدي في بيانه الجميع وخصوصا رئاسة الجمهورية "من مغبة الوقوع في هذا الخرق الدستوري ونؤكد على الحوار لمعالجة القضايا الخلافية وفق الدستور العراقي".
من جانبه، قال زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر في رسالة للزعماء الأكراد، إن انفصالهم عن العراق يعني الانتحار. وأضاف في بيانه أن الشعب الكردي لا يدرك مدى الخطر المحدق به من جميع النواحي بسبب الاستفتاء.
وأهاب بأكراد العراق عدم التفاعل مع الاستفتاء، لأنهم سيكونون المتضرر الأول منه. وطالب الصدر الحكومة العراقية باتخاذ التدابير اللازمة لإنهاء ما وصفها بالمهزلة "وإلا فإن الأمور ستؤول إلى ما لا يحمد عقباه". وقال الصدر في بيانه إن وحدة العراق من الثوابت وكل من يعمل ضد ذلك "فهو واهم".
وكانت مصادر مقربة من رئيس الوزراء العراقي أعلنت أمس أن العبادي الذي التقى معصوم مؤخرا، أعرب عن رفضه للمبادرة التي تقدم بها رئيس الجمهورية لأنها تتضمن إعطاء الحق للأكراد بإجراء استفتاء الانفصال في حال فشلت المفاوضات بين بغداد وأربيل التي اقترحها معصوم.
وجدد العبادي مساء أمس موقف حكومته برفض إجراء الاستفتاء. وقال خلال اجتماعه بالرئيس معصوم "موقفنا ثابت والمتضمن رفض الاستفتاء في إقليم كردستان لعدم دستوريته، والحفاظ على العراق الموحد، واستمرار الحوار لحل الإشكالات العالقة ضمن سقف الدستور، وإن العالم كله يقف معنا في وحدة العراق وسيادته وحربه ضد الإرهاب". لكنه أكد أيضا أن باب الحوار مفتوح وفق الدستور والعراق الواحد.
من جانبه، يصر رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني على أن استفتاء الإقليم للانفصال عن العراق سيجري في موعده المقرر يوم 25 أيلول/سبتمبر الجاري. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث بحثا آخر التطورات والمستجدات السياسية، إضافة إلى مسألة إجراء الاستفتاء في إقليم كردستان.
وأشار بيان لرئاسة إقليم كردستان العراق إلى أن ماكرون طلب من البارزاني تأجيل إجراء الاستفتاء، إلا أن البارزاني أكد أن الاستفتاء سيجري في موعده المحدد، لافتا الى أن أبواب الحوار لم تغلق، وسيبدأ الإقليم حوارا مع بغداد بعد إجراء الاستفتاء.
وفي سياق متصل، أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي عن قلقهم حيال الأثر المحتمل المزعزع للاستقرار نتيجة عزم حكومة إقليم كردستان العراق إجراء استفتاء للاستقلال من جانب واحد خلال الأسبوع المقبل.
وكانت تركيا وإيران عبرتا عن رفضهما لاستفتاء إقليم كردستان العراق. ويشار إلى أن هذا الاستفتاء غير مُلزم، ويسعى لاستطلاع رأي سكان المحافظات الثلاث في الإقليم الكردي وهي أربيل والسليمانية ودهوك ومناطق أخرى متنازع عليها بشأن ما إذا كانوا يرغبون بالانفصال عن العراق أم لا.