أفادت مصادر محلية سورية للجزيرة وناشطون أن قوات النظام ارتكبت مجزرة باستهداف قافلة عائلات كانت تحاول النزوح من ريف حماة الشرقي باتجاه مناطق سيطرة المعارضة في ريفي حماة وإدلب ما أسفر عن سقوط أكثر من سبعين قتيلا وعشرات الجرحى. وبينما واصل الطيران الحربي استهداف ريفي إدلب وحلب تحدثت مصادر محلية عن إعدام قوات النظام مدنيين بريف دير الزور شرق البلاد.
وأوضحت المصادر أن المجزرة ارتكبت عندما قصفت مدفعية النظام بالصواريخ والرشاشات الثقيلة فجر اليوم قافلة لعشرات المدنيين الفارين من مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية بمنطقة وادي العذيب بناحية عقيربات بريف حماة الشرقي (وسط).
ونقلت شبكة شام عن ناشطين وشهود عيان أن القصف استهدف المدنيين خلال محاولتهم العبور تجاه إدلب عبر طريق إثريا ما أوقع نحو ثمانين قتيلا غالبيتهم من النساء والأطفال. في حين أشارت وكالة مسار برس إلى مقتل 77 شخصا وإصابة أربعين آخرين من النازحين ونفوق العشرات من رؤوس الماشية كانت برفقة النازحين بقصف جوي، وسط توقعات بارتفاع عدد الضحايا لانعدام وسائل الإسعاف والأدوية.
وتروي عائلات نجت بحياتها واستطاعت الوصول لمناطق سيطرة المعارضة بإدلب -لشبكة شام- قصصا وعذابات مريرة مرت بها خلال نزوحها، وما تعرضت له من قصف وقتل يومي وجوع وعطش.
يُذكر أن النظام يحاصر منطقة عقيربات الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة في ريف حماة الشرقي، ويمنع المدنيين -الذين يعيشون ظروفا صعبة نتيجة القصف الجوي المستمر ونقص المواد الغذائية والأدوية- من الخروج من المنطقة.
في غضون ذلك، واصل الطيران الحربي الروسي والتابع للنظام حملة القصف المكثف والمستمر منذ أيام على أرياف إدلب وحلب وحماة، في خرق لـ اتفاق خفض التصعيد التي تم التوصل إليه بالعاصمة الكزاخية أستانا.
ورغم نفي وزارة الدفاع الروسية ما تردد عن أن طائراتها قتلت مدنيين بمحافظة إدلب، وتأكيدها أن القصف على مدى الأيام الماضية يستهدف مواقع جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام حاليا) فإن شهودا وناشطين أكدوا استهداف مناطق مدنية ومراكز طبية ومستشفيات وأخرى للدفاع المدني.
وفي أحدث الغارات، نفذ الطيران الحربي الروسي غارات على كل من محيط مدينة إدلب وجسر الشغور وبلدات في ريف إدلب، أسفرت مقتل طفلة وإصابة عدة مدنيين وألحقت دمارا كبيرا بالممتلكات وفق "مسار برس".
وقال مراسل الجزيرة إن الطيران الروسي استهدف فجر اليوم بصواريخ ذات قدرة تدميرية عالية مشفى شام المركزي على أطراف مدينة كفرنبل بإدلب.
كما قتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال بقصف جوي على ريف حماة اليوم الثلاثاء. وقالت مصادر بالمعارضة لوكالة الأنباء الألمانية إن "طائرات حربية روسية شنت أكثر من 22 غارة على قرى تابعة لناحية السعن في ريف حماة الشرقي".
وأشارت شبكة شام إلى مقتل خمسة مدنيين وجرح آخرين اليوم بقصف جوي استهدف بلدة حوير العيس بريف حلب، وسط قصف جوي عنيف ومُركز على بلدات ريف حلب من قِبل الطيران الروسي.
على صعيد متصل، قالت مصادر محلية في دير الزور إن عناصر من النظام السوري أعدموا ميدانيا سيدة وحفيدها، وشابا آخر في ريف دير الزور، بعد أن سيطرت قوات النظام على عدد من القرى بعد معارك مع تنظيم الدولة.
وقال ناشطون إن أحد عناصر النظام ﻳﺪﻋﻰ "ﻣﻴﺎﺱ ﺟﺮﻛﺲ" نشر ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻲ ﻓﻴسبوك ﺻﻮﺭﺍ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻩ ﺇﻋﺪﺍﻣﺎ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺎ ﺑﺤﻖ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻣﺪﻧﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺭﻳﻒ ﺩﻳﺮ ﺍﻟﺰﻭﺭ، ﺍﻧﺘﻘﺎﻣﺎ -وفق ﻣﺎ ﻗﺎﻝ- ﻟﺒﻠﺪﺗﻪ القرداحة. وتأتي هذه الحادثة بعد أيام من تصريح العميد في قوات النظام عصام زهر الدين الذي توعد فيه الخارجين من سوريا بأنه هو ومن معه "لن ينسوا ولن يسامحوا".
وتزامنت هذه التطورات مع إعلان وزارة الدفاع الروسية أن قواتها أقامت جسرا عائما على نهر الفرات في دير الزور شرق سوريا، لعبور القوات الروسية إلى الضفة الشرقية. وأضافت أن طول الجسر 210 أمتار، ويمكن أن ينقل ثمانية آلاف آلية يوميا، وأنه يتحمل أوزان العربات المدرعة الثقيلة وأنظمة إطلاق الصواريخ.