بقلم:هبة علي الكحلوت
أدركت الوقت، إنها الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل, قصدت بيتي الجديد في ليلة عيد الميلاد, لأرسم على بابه عبارة _ أهلا وسهلا _ منزل الدكتور م.ك.ل, عبارة تضمنت سنين الدراسة في الخارج
ونظارة غيرتها ألف مرة لأرى بها جيداً
عبرت الجسر الأول بعد الميناء ووصلت , افتتحت المنزل ببهجة وسرور , جدران المنزل المطلية بالأبيض تذكرني بأمي , والمصابيح الصفراء يا لها من جميلة تعطيني الرونق الجميل المفقود في قلبي , احتضنت ورق الحائط مبتسماً , ولكني التفت لأجد صراخ ابني ... عبثاً ما هذا ... قد توفي ولدي من صوت صفارات الإنذار , اجتياح اجتياح ذهبت لأبحث عن زوجتي بين أزقة البيت الجديد لأبشرها بفرحتي في هذا المنزل ولكن
عبثاً .. كيف لي أن أنسي زوجتي ؟! تاهت مني في حملة_ لم الشمل_.
آه يا بيتي الجديد علي أبقى وحيداً أنا وأنت تذكرني بعطور الوادي وأذكرك باني سأزرع الزيتون.
هبط الليل سريعا ومازلت انظر إلى جاري الجديد يلعب مع أولاده في الحديقة , بحثت عن شيء في السماء فما وجدت إلا غيوم النجوم مبعثرة والقمر ساكن في ليلة سوداء حالكة الظلام.
يا لها من سنين مضت وأنا ابحث عن كلمات في كتب صفراء , وأضعت وطنا هنا ووطنا هناك , أمي لماذا تركت ابنك يشتعل ناراً و مضيتِ غافلة في الطريق , و ما هو اللقب الذي احمله الآن _ دكتور وما الفائدة من تاج مرصع بالفشل والظمأ للحنين المنسي في ليالي الغربة.
استيقظت فجرا ونظرت لمحبرتي هل ما زالت تكتب الأنين أم أنها كبتته من جديد فتذكرت ما مضى وجدران الوحدة , تذكرت دموع الحب التي ذرفتها على الفراق , والصمت الذي اعتراني حين طارت بي أجنحتي للخارج ,, أقفلت عيني على الحقيقة المرة وجررت ذيل الهزيمة مقتنعا بما حدث ومضى وأحببت أن أقول لمعلمي .. شكرا فما أبقيت لي شيئاً ...